يتمتع الشاعر نبيل غندوسي، ببصيرة منيرة ولدت بداخله أحاسيس فياضة يترجمها عبر أبيات شعرية تحكي ذاته وما يعيشه المجتمع من حوله من مظاهر الحزن والفرح، السعادة والشقاء ومختلف الظروف الاجتماعية التي يعيشها أو يلاحظها من خلال يوميات من حوله، حيث أفاد الغندوسي أن الشاعر يتطرق إلى هموم المجتمع انطلاقا من الذات وهو ما يفرز تلك الأحاسيس . يعد الغندوسي من شعراء اللغة الفصحى، حيث يكتب الشعر العمودي الموزون وله فيه ديوانين شعريين أحدهما طبع سنة 2005 يحمل عنوان "قصر في زورق الألم" والثاني يحمل عنوان "أبرياء معذبون" طبع سنة 2009 في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية، حيث ينوي طبع ديوان ثالث مستقبلا يضم القصائد التي نظمها مؤخرا، كما ألف قصة قصيرة منذ سنوات إلا أنه يفضل الكتابة الشعرية. وعن راهن الكتابة الشعرية في البلاد، أبدى الغندوسي، تفاؤلا حيال الموضوع خاصة في ظل الزخم المعتبر من النشاطات المنظمة حولها، وأضاف "تزخر الساحة بشعراء لا بأس بهم مقارنة مع شعراء الوطن العربي، لذلك أرى أن واقع الشعر مبشر بالخير". كما أشار إلى دور وسائل الإعلام في تفعيل النشاطات والمبادرات الفكرية، لا سيما وسائل الاتصال الحديثة وبالأخص شبكات التواصل الاجتماعي التي سهلت المهمة وقربت المبدعين من بعضهم ومن الجمهور. وعن النظرة الدونية التي يكنها بعض شعراء الفصحى للشعر الشعبي، أكد الغندوسي احترامه لهذا النوع الشعري "الأصيل"، وقال أنه يؤدي رسالة اجتماعية مستوحاة من رحم الواقع، مشيرا إلى أن هذا النوع من الشعر تمكن من إحاطة نفسه بجمهور عريض نظرا لنطقه بالعامية التي يفهمها معظم أفراد المجتمع وهو ما يسهل فهمه واستساغة معانيه. وحول مساهمة النخبة في الحفاظ على هذا النوع الشعري الذي عرف انتعاشا ملفتا خلال الحقبة الثورية، أفاد الغندوسي، أن هناك العديد من الأشخاص الذين يهتمون لتدوينه على غرار لخضر بغدادي، لخضر مخلوفي وغيرهما، حيث طبع كتاب حول الشعر الملحون على مستوى جمعية النبراس الثقافي يحمل عنوان "شموع ودموع" للشاعر الشعبي فاتح بن كبير. وأكد المتحدث، في سياق حديثه عن نشاطات جمعية النبراس الثقافي الناشطة منذ العام 2006، والتي يعتبر الغندوسي رئيسا لها، أنه من أهداف الجمعية المساهمة في إنعاش الصرح الثقافي من خلال المحاضرات والندوات الفكرية التي تنظمها في كل مناسبة، كما تهدف إلى تشجيع