اختتم الملتقى الوطني حول البيئة والصناعة الذي عقد نهاية شهر جانفي المنصرم بفندق الشيراطون بوهران بحضور العديد من الأساتذة الجامعيين والباحثين في مجال البيئة والتلوث بشتى أنواعه بالمصادقة على عدة توصيات، وتميز بمنح جوائز لكل من ساهم بشكل فعال في المحافظة على البيئة من التلوث الصناعي، حيث تم تكريم وزير البيئة وتهيئة الإقليم السيد شريف رحماني، والمدير العام للمؤسسة الوطنية للاتصالات السيد جوزيف جيد. ونائب رئيس أشغال المصب بمؤسسة سوناطراك السيد عبد الحفيظ فغولي، في الوقت الذي تم فيه تكريم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بوسام الشرف نظرا للمجهودات الكبيرة التي ما فتئ يبذلها طاقمه الحكومي في الحفاظ على البيئة من التلوث الصناعي بشتى أنواعه الصلب والسائل والغازي. يذكر أن أشغال اليوم الثاني التي تميزت بمناقشة مسألة البيئة والتلوث الصناعي في ثلاث ورشات عمل رئيسية هي أزمة المحيط والإجراءات المتخذة لحماية الإقليم، إلى جانب محور الورشة الثانية بعنوان التلوث الصناعي والصناعة. أما الورشة الثالثة فكانت تحت عنوان الإطار المهني والاستراتيجيات والمقاربات الواجب اتخاذها لحماية البيئة والمحيط من مختلف أنواع التلوث، علما أن المشاركين في هذا الملتقى ركزوا في مداخلاتهم على الوضعية الكارثية والصعبة التي تمر بها الجزائر في مجال المحافظة على البيئة والاستثمار في إطارها القانوني والعملي خاصة وأن المستوى المعيشي للمواطن في تراجع مستمر انطلاقا من تفشي ظاهرة البطالة. الأمر الذي جعل مدير البيئة بوهران يركز في إحدى مداخلاته على الآليات والاستراتيجيات المتبعة للقضاء على الأوساخ والقاذورات لكن الولاية مازالت تتخبط في أوحالها ومشاكلها مما جعلها تظهر أكثر اتساخا من غيرها من المدن الاخرى على المستوى الوطني، ويكفي ذكر عدد النقاط السوداء المسجلة بالولاية للتأكد من رداءة الإطار المعيشي للمواطن رغم تخصيص السلطات العمومية لغلاف مالي ضخم من أجل محاربة هذه الظاهرة التي أصبحت عادية بالنسبة للكثيرين. ويكفي على سبيل المثال لا الحصر أنه على مستوى ولاية وهران يتم يوميا جمع أزيد من ألف طن من النفايات، إضافة إلى غلق 9 مؤسسات ملوثة لكن الأمر يستفحل مما يجعل معالجة الوضعية أمرا صعبا للغاية.