صدر أخيراً عن دار "الصدى" للصحافة والنشر والتوزيع بدبي عدد شهر فبراير من مجلة "دبي الثقافية (العدد 45)، ويتضمن العديد من الموضوعات الثقافية القيمة، إضافة إلى هدية العدد، وهي عبارة عن كتاب جديد للكاتب والمفكر الكبير الناقد الدكتور جابر عصفور تحت عنوان "النقد الأدبي والهوية الثقافية". من جهته أكّد رئيس التحرير سيف المرّي في افتتاحية العدد تحت عنوان "القضية الفلسطينية وطريق الآلام" أنّ لجم عدوان إسرائيل لن يحدث عبر التصريحات الصحفية واللقاءات الحوارية، بل إنّ ذلك بحاجة إلى إرادة عربية تبدأ بالتنسيق بين الدول العربية التي طبّعت مع إسرائيل باتخاذ خطوات دبلوماسية معهودة لمثل هذه الأوضاع، كاستدعاء السفراء العرب من إسرائيل، والتباحث معهم، ثم تخفيض التمثيل الدبلوماسي، وإيقاف كافة أشكال التفاهم، وإيقاف أي تعاون اقتصادي لمدّة محدّدة، والاستعانة بالدول المعتدلة، خاصة في أوروبا. وخلص رئيس التحرير إلى أنّ المحيط العربي هو المحيط الآمن للقضية الفلسطينية، وقال "من الأفضل للفلسطينيين الاحتفاظ بعلاقات متينة مع الدول العربية، وعدم إقامة أية علاقات أجنبية على حساب العلاقات الفلسطينية العربية، وأمامهم طريق طويل من النضال الذي من الأفضل أن يكون سياسياً وإعلامياً، أمّا العمليات العسكرية، فمن الأفضل أن تتوقف بسبب كارثيتها على الإنسان الفلسطيني المقيم تحت الاحتلال." يضمّ العدد الجديد إطلالة على آخر أبواب مدينة صنعاء وأهم معالمهما بقلم أحمد الأغبري، إضافة إلى وقفة مع يوميات روائية تغامر بالسفر مئات الكيلومترات في عمق الصحراء بقلم الكاتبة المصرية منى برنس، كما يضمّ العدد تحقيقاً موسعاً يرصد مواقف وآراء المثقفين العرب تجاه الأحداث الأخيرة على غزة، حيث أكدوا أن المقاومة خيارنا الوحيد، كما كتب محمد غبريس، فضلا عن تحقيق آخر يتساءل فيه سعيد شعيب هل الإعلام العربي انشغل بالحروب الكلامية في مقابل نجاح الإعلام الإسرائيلي في إقناع العالم بمشروعية العدوان على غزة؟ من ناحية ثانية تحاور "دبي الثقافية" رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان دبي الدولي للشعر جمال بن حويرب المهيري، وتتوقف خلال اللقاء عند آخر الاستعدادات النهائية لافتتاح الدورة الأولى من المهرجان الذي سيقام في الفترة من الرابع وحتى الحادي عشر من مارس 2009 في دبي، كما تحاور المجلة رئيس قسم اللغة العربية في آداب حلب الدكتور عيسى العاكوب الذي قال "المثقف لا يكذب أهله"، وأيضا الشاعرة العمانية بدرية الوهيبي التي أكدت أن جمهور الشعر غلطة كببيرة، كما تحاور الطبيب والشاعر السوداني معز عمر بخيت الذي يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية قائلا "أستطيع أن أحرك ثورة.. وأقود انتفاضة"، إضافة إلى حوار مع الشاعرة اللبنانية هدى صالحة التي أكدت أنها تقاوم الألم بالشعر. إلى أجواء السينما والمسرح، حيث ترصد "دبي الثقافية" سينما المقاومة الفلسطينية تحت عنوان "وطن على شاشة"، وأهم أفلامها: "باب الشمس"، "ناجي العلي"، "كفر قاسم"، "عرس الجليل"، ومن موضوعات العدد أيضا وقفة مع مرور مئة عام على الفنون الجميلة في مصر تحت عنوان "أنا الذات.. في أنا الوطن" بقلم عز الدين نجيب، إضافة إلى إضاءة حول سيرة رائد الكاريكاتير في بلاد الرافدين الفنان غازي الذي أضحك العراقيين 30 عاما. ويحتوي العدد على تحقيق بمناسبة مرور مئة عام على مولد الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي، يتساءل فيه المبدعون بحذر: هل مازال الشابي عقدة الشعراء في تونس؟!، كما كتب الحبيب الأسود، إضافة إلى دراسة تحت عنوان "أبو القاسم الشابي الشاعر المتمرد" بقلم المنصف الوهايبي. ومن موضوعات العدد أيضا حوار مع الباحث والعازف على آلة العود العراقي دريد الخفاجي الذي أكد أن الجمهور يفرض ذائقته على المنتج! كما حاوره جبار البهادلي، ووقفة مع الأغنية الليبية الوطنية التي أشهرها "وين الملايين" و"قسما ياغزة"، بقلم الحبيب الأسود. كالعادة تضمن العدد مجموعة من المقالات بأقلام أهم الكتاب والشعراء والأدباء العرب منهم: أدونيس، وعبد المعطي حجازي، وإبراهيم الكوني، والدكتور كمال أبوديب، والدكتور صلاح فضل، والدكتور عبدالعزيز المقالح، والدكتور عبدالسلام المسدي، والدكتور محمد برادة، ومحمد علي شمس الدين، وفاطمة يوسف العلي، وفخري صالح ومصطفى عبدالله. يذكر أنه تصدر غلاف العدد لوحة فنية بديعة بريشة الفنان نبيل السنباطي، تتناول العدوان الإسرائيلي الظالم على غزة، فيما تعكس الألوان استبسال الفلسطينيين في صد هذا العدوان ومقاومته بصدورهم ولحمهم ودمائهم الذكية.