على هامش التظاهرة الثقافية التي نظمتها الطريقة العلاوية يوم الخميس الفارط، بمناسبة مرور مائة سنة على تأسيسها والتي احتضن مراسيم فعالياتها قصر الثقافة "مفدي زكريا" بحضور شخصيات وطنية ودينية التقت "المساء" بالناطق الرسمي للجمعية، الشيخ العلاوي، مستفسرة إياه عن أهداف هذه التظاهرة الثقافية المتمثلة في انطلاق قافلة الأمل التي تجوب أكثر من 50 مدينة ل 26 ولاية لتحط الرحال بمدينة مستغانم يوم 22 جويلية معلنة بذلك عن انطلاق المهرجان الدولي للطريقة يوم 25 جويلية والذي يحضره أكثر من 5 آلاف شخص يأتونه من كل فج بعيد. يرى السيد موهوب نصر الدين، أن تعدد الطرق الصوفية بالرغم من أنها تنهل من منبع واحد القرآن والسنة وتستنير من مشكاة واحدة يعود إلى عدد الطرق الموصلة إلى الله التي هي بعدد بني آدم، لكن لابد من مظاهر تجمع بين مجموعات وهذه المظاهر هي الطرق الصوفية، أما فيما يخص مسلك القافلة وأن أول محطة تلقي فيها رحالها "زاوية الهامل" ببوسعادة فأوعز ذلك إلى مسلك القافلة بالإضافة إلى العلاقة الوثيقة التي تربط الطريقة العلاوية بزاوية الهامل.وعن انطلاق القافلة في هذا التوقيت بالتحديد، أكد الناطق الرسمي لجمعية الشيخ لعلاوي، بأنه لا علاقة له بالسياسة باعتبار الزاوية مكانًا للالتقاء الروحي والمادي، للمسلم وغير المسلم، الزاوية تلتقي فيها العائلة الجزائرية، لأن الزاوية هي تلك المؤسسة الاجتماعية التي هي أقل من دولة وأكثر من حزب، وعن أسباب ارتكاز الطريقة العلاوية بالأراضي الفرنسية يرى الأستاذ موهوب نصر الدين، أن سبب ذلك يعود إلى تواجد الجالية الجزائرية بكثرة وأتباع الطريقة بصفة خاصة بها. وأوضح الناطق الرسمي لجمعية الشيخ العلاوي ل »المساء« أن الزاوية العلاوية الأم موجودة بمستغانم والتي لها فروع بمختلف الأماكن تقوم بتعليم القرآن الكريم والدروس الدينية، كما أن الزاوية لم تتخل عن دورها التقليدي في إصلاح ذات البين ومساعدة المحتاجين والدعوة لكل ما فيه خير للفرد وصلاح المجتمع وفوق هذا لها جمعيات ومؤسسات في مجال البيئة والمجتمع "كقفة رمضان"، مائدة رمضان وهذا ما يؤكد أن الصوفي ابن وقته. أما عن المؤتمر الدولي الذي ستحتضنه مدينة مستغانم الصائفة القادمة، فقد أكد أنه لا يحمل موضوعا معينا لأشغاله نضرا للعدد الضخم الذي يحضره والذي يتجاوز 5 آلاف شخص من 37 دولة، بتنشيط وتأطير شخصيات عالمية سياسية منها وثقافية والذي يستغرق لمدة سبع أيام كاملة، حيث يتم تخصيص لكل يوم موضوعه، مثل الأرض البيئة، مشاكل الأرض والمناخ، التربية من أجل غرس في أبنائنا قبول الآخر، الاتصال من أجل تقارب الشعوب وتبادل المعلومات، الدعوة لفهم القرآن الكريم فهما عصريا يستجيب لمتطلبات عصرنا وأن لا نحصره في قراءته على الأموات، بل ينبغي أن نجعله سلوكا من سلوكنا اليومي، هذه القراءة التي يمكن من خلالها فتح باب الاجتهاد وبنظرة جديدة للقرآن الكريم. واختتم السيد موهوب نصر الدين، حديثه بالقول أن الروحيات والتصوف يقدمان لإنسانية اليوم الحب والسلام للمستقبل الذي ينبغي أن نبنيه معا حتى نتشارك في الأمل الأفضل لسائر الشعوب.