احتضن قصر الثقافة "مفدي زكريا"، أول أمس الخميس، الاحتفالية المئوية لتأسيس الطريقة العلاوية على يد الشيخ بن تونس العلاوي سنة 1909بمستغانم والتي انطلقت فعاليتها تحت شعار "زرع الأمل"، وقد حضر افتتاح هذه التظاهرة الصوفية الثقافية السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد أبو عبد اللّه غلام الله والسيد عبد المالك سلال وزير الموارد المائية والسيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة إلى جانب ممثلين عن جمعيات وأتباع الطريقة بدول عربية وأوربية... في غياب الأستاذ خالد بن تونس الخليفة الرابع للطريقة العلاوية بسبب مرض أخّره عن حضور مراسيم انطلاق القافلة الرمزي من قصر الثقافة والرسمي من أمام مرقد سيدي عبد الرحمان الثعالبي لتجوب 50 مدينة عبر 26 ولاية، حيث ينتهي بها المطاف بمدينة مستغانم يوم 22 جويلية تزامنا مع انطلاق المهرجان الدولي لهذه المئوية تحت شعار "التصوف والعصرنة". بدأ الاحتفال بهذه المئوية في قاعة المحاضرات "مفدي زكريا" بقصر الثقافة بعرض فيلم عن تأسيس الزاوية وشيوخها ومن ثم التطرق إلى نشأة التصوف وأصوله من البيت العتيق لعبادة الواحد الأحد إلى غار حراء، حيث كان يتعبد الرسول صلى اللّه عليه وسلم قبل بعثته في خلوته تلك مع ربه، كما تطرق الفيلم إلى تاريخ التصوف الإسلامي من خلال الخلفاء الراشدين إلى الحسن والحسين والحسن البصري، إلى عبد القادر الجيلاني مؤسس الطريقة القادرية، ذاكرا معنى التصوف في أبعاده الإنسانية والمحبة التي يقتضيها التصوف من خلال تصفية النفس والإرتقاء بالروح. بعد عرض الفيلم تم عقد ندوة صحفية أدارها السادة الحاج مراد بن تونس ممثل الشيخ خالد بن تونس، نصر الدين موهوب الناطق الرسمي باسم جمعية الشيخ العلاوي للتربية، السيد حميد دمو رئيس الجمعية العالمية العلاوية والسيد عبد الرحمان ميمون الكاتب العام لمؤسسة جنة العارف، حيث أكد الحاج مراد بن تونس في مستهل هذه الندوة أن انطلاق "قافلة الأمل" يعود إلى التحديات التي نعيشها على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية خاصة ونحن نلاحظ أن الأزمات في تزايد على الأمة الإسلامية عامة والعربية خاصة، وأن وزننا على المستوى العلمي ليس بالثقيل لأننا أهملنا الجانب التربوي والعلمي والاجتماعي ولم نتحد من اجل أن تكون لنا كلمة في هذا العالم ويكون لنا وزن، وما يحدث في غزة خير دليل على هذا الضعف والتمزق. وأضاف الحاج مراد بن تونس أن الهدف من هذه القافلة وهذه التظاهرة هو زرع الأمل والخروج من دائرة اليأس ومن أجل تحريك الشباب حتى يأتي بنتيجة من خلال المحافظة على الأرض البيئة، التربية، الاتصال، القرآن، العولمة التصوف والمستقبل. كما تطرق الحاج مراد إلى المدن التي ستزورها القافلة وأن أول محطة لها مدينة بوسعادة، حيث تحط رحالها عند الشيخ القاسمي بزاوية الهامل، وأن القافلة ستقطع أكثر من ثمانية آلاف كلم وستتوقف في كل محطة رئيسية أسبوعا تقام خلاله تظاهرات ثقافية ودينية واجتماعية منظمة من تلك البلدة أو المدينة التي تنزل فيها. وبعده تناول الكلمة كل من كان على المنصة .. وبعد تناول طعام الغداء في خيمة الشيخ التي تم نصبها في صحن قصر الثقافة، تم افتتاح المعرض الخاص بمكاتب الوليات وأتباع الطريقة العلاوية في مختلف المدن الجزائرية وكذلك الدولية وبالأخص فرنسا لتواجد الجالية الجزائرية والعربية فيها بكثافة. وقد شهد الحفل الافتتاحي إلقاء كلمات من طرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف ووزيرة الثقافة على الجمهور الذي حضر بكثافة لهذا الحفل الذي تخللته موسيقى الزرنة وألعاب الفروسية في ساحة القصر الخارجية، وعلى امل أن يتم اللقاء في مستغانم في جويلية تكون القافلة قد حققت أهدافها التي انطلقت من أجلها.