يعاني أكثر من 5,1 مليون جزائري من فيروس التهاب الكبد من نوع ''ب'' أي ما يمثل نسبة 5,2 بالمائة من مجموع السكان، إضافة إلى 7,2 بالمائة مصابين بالتهاب الكبد من نوع ''ج''، ويقول مختصون إنّ بين 80 إلى 90 بالمائة من المصابين بالوباء لا تظهر الأعراض لديهم إلا عند تقدمهم في السن، وكثيرا ما يتحول إلى سرطان يطال الكبد. ويرى أطباء أنّ التهاب الكبد الفيروسي (ب) و(س) من الأنواع الحادة، كما لا يقلّ النوعان (أ) و(ه) حدة، إذ يعتبران من أكثر الأنواع التي تشكّل خطورة على الصحة العمومية في الجزائر، ويعد التهاب الكبد الفيروسي الوبائي (أ) أكثر أشكال التهاب الكبد انتشارا، وهو مرض فيروسي يصيب الكبد بالتهاب حاد ومعظم الإصابات تحدث أثناء فترة الطفولة ولكن قد تحدث في أي عمر إذا لم يصب به الإنسان من قبل، ويستشري المرض على نحو ملحوظ في الأماكن التي يتدنى فيها مستوى النظافة البيئية. وعادة ما يكون المرض دون أعراض في فترة الطفولة وقد تزداد شدة المرض مع تقدم العمر، ولكن القاعدة هو الشفاء التام دون مضاعفات أو انتكاسات، حيث إنّ نسبة الوفاة تعدّ أقل من ,1 وتبقى المناعة ضد الإصابة طوال الحياة، علما أنّ فريق علمي أمريكي اكتشف قبل فترة إنّ علاجات التهاب الكبد الفيروسي (س) المتوفرة حاليا ناجعة، تبعا لفعاليتها في القضاء على الفيروس في الجسم عند 99 بالمئة من المرضى وفي فترات علاجية لم تتجاوز مدتها السبع سنوات. وقال متحدث باسم وزارة الصحة الجزائرية، إنّ الأخيرة تتجه إلى تشخيص مبكر لالتهاب الكبد الفيروسي، وذكر أيضا أنّ مراكز التشخيص المبكر لفيروس فقدان المناعة المكتسبة السيدا ستتكفل بالتشخيص المبكر لالتهاب الكبد الفيروسي ب و س عبر مختلف ولايات الجزائر. وجرى الكشف عن 54 مركزا للكشف المبكر والسري ستتكفل بالكشف المبكر عن التهاب الكبد الفيروسي، وتوقع ارتفاعها إلى 60 مركزا بنهاية العام الجاري، بينما أشار مختصون إلى أنّ الجزائر تمكنت من تحقيق تقدم في مجال التكفل بالمرض المذكور، حتى في ظلّ استمرار إشكال العلاج عن طريق البيولوجيا الجزئية، تبعا لارتفاع كلفة تحاليلها.