انطلقت عملية تنفيذ مشروع الطريق العابر للبحر الذي تم التوقيع عليه ما بين ميناء بجاية واللجنة الأوروبية للنقل، ويعتمد في تحقيق ذلك، خطة لبرنامج التحسينات المزمع المبادرة بها على مستوى مؤسسة ميناء بجاية وإلى طبيعة المساعدة المنتظر أن تقدمها اللجنة الأوروبية. وحسب القائمين على المؤسسة البحرية المذكورة، فإن وضع هذه الخطة كان بالتعاون مع فريق من خبراء اللجنة الأوروبية للنقل يترأسها السيد مارك أباي مدير مكتب دراسات فرنسي تم استقدامه خصيصا للوقوف ميدانيا على القدرات والفرص التي يتيحها ميناء بجاية وكذا التعرف على نوعية خدماته والأهداف المرجوة من التحسينات المبادرة على مستواه لاسيما في مجال تخفيض التكاليف وتسهيل إجراءات الشحن والتفريغ. وقد تم في هذا الإطار، برمجة لقاءات إلى غاية الصائفة المقبلة مع مسؤولي ميناء مرسيليا الفرنسي من جهة والقائمين على ميناء برشلونة الاسباني، من جهة أخرى، (وهما الشريكان الرسميان لميناء بجاية في إطار مشروع الطريق العابر للبحر المذكور)، وهذا من أجل هيكلة المشروع والنظر في سبل تحويل خبرتهما في هذا المجال ووضع أرضية اوشبكة لتبادل المعطيات. وفي هذا الصدد، أكد المدير العام لمؤسسة ميناء بجاية، السيد رابح موساوي، أن كل هذه العمليات من شأنها السماح على المدى القريب بتحقيق »حركة مباشرة للبضائع بفضل طريقتين للنقل على الأقل ضمن سلسلة مندمجة، يكون فيها لكل طريقة دورها الرامي إلى التوصل إلى نظام نقل فعال وتنافسي ومستدام«. وحسب المسؤول يرجى في هذا الإطار، توصل ميناء بجاية إلى تأهيل امكانياته إلى مستوى شريكيه في آفاق 2012 . ويتوقع المسؤول، تسجيل زيادة في حركة الحاويات ذات سعة 20 و 40 قدما على مستوى الطريق الرابط ما بين مينائي بجاية ومرسيليا من 19587 حاليا إلى 53800 وحدة، يرافقها تطور في حركة المقطورات التي ستبلغ في آفاق التاريخ المذكور آنفا، 600 وحدة مقابل 50 حاليا، في حين ينتظر بلوغ حركة الحاويات مابين الضفتين نسبة 35 بالمائة مقابل 23 بالمائة، حاليا. وتهدف الخطة المذكورة إلى دعم الجهود الرامية إلى تحسين نوعية الهياكل والخدمات البحرية من خلال تخفيض فترات الانتظار بعرض البحر وتحسين وتيرة معالجة البضائع على مستوى الأرصفة وتوسيع قدرات التخزين وتقليص مدة الاجراءات الجمركية والصحة والتجارة. وتتضمن الخطة، تطوير النقل البري ونوعية الخدمات ما بين الموانئ الجافة وذلك بفضل مساعدة ودعم تقنين من طرف اللجنة المذكورة في مرحلة أولى، لتليها مرحلة ثانية متمثلة في دعم مالي. من جانب آخر، تشمل الخطة ايضا الأهداف نفسها بالنسبة للطريق الرابط مابين مينائي بجاية وبرشلونة على أن يتم التركيز أكثر على حركة المقطورات التي هي شبه منعدمة حاليا، مقابل حركة كثيفة في مجال الحاويات. ويرجى في هذا الشأن، تحقيق حركة من 450 مقطورة في آفاق 2012 سيما في ظل العملية واسعة النطاق، والجارية حاليا لعصرنة ميناء برشلونة وخاصة نهائي استيبادورا.