في إطار أيام السينما الأوروبية، التي تحتضنها قاعة ابن زيدون على مدار أسبوع، تعرض مؤسسة "صورا" لإنتاج الأفلام بالتنسيق مع سفارة فرنسابالجزائر آخر فيلم للمخرج الفرنسي سيدريك كلابيش يحمل عنوان" باريس" و يتناول مأساة اجتماعية لشخص نبذه محيطه بعد إصابته بمرض فتاك ، علما أن الفيلم حقق رواجا كبيرا عند خروجه العام الفارط بفرنسا ويتقاسم البطولة فيه كل من الممثلة الفرنسية جوليات بينوش وجيل لولوش. للإشارة فقد أشرفت يوم الثلاثاء الفارط وزيرة سيدة الثقافة خليدة تومي على افتتاح فعاليات أيام الفيلم الأوروبي بالجزائر و ستتواصل طيلة أسبوع كامل بحضور السفراء الأوروبيين المعتمدين بالجزائر. و من المرتقب أن تعرض الوفود الثقافية الأوروبية المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية السنوية آخر ما أنتجته في المجال السينمائي وأهمها فيلم "كايتن" الذي سيقدمه الوفد البولندي المشارك والذي يسرد حقائق شهدتها الحرب العالمية الأولى التي كانت بولندا إحدى ضحاياها حيث تم اعتقال 22 ألف عسكري بولندي من طرف الجيش الأحمر كما اختفى أكثر من أربعة آلاف جندي في غابة كايتن. أما المشاركة الايطالية فتتمثل في عرض فيلم يتناول حياة الصيادين ومعاناتهم اليومية فضلا عن أخطار البحر التي تواجههم في منطقة الجنوب الايطالي الى جانب فيلم آخر يعالج مشكلة المشردين في العاصمة روما وما يتعرضون له من متاعب ومضايقات. وتتطرق بقية الأفلام التي ستعرضها وفود المجر والسويد ورومانيا وهولندا وبلجيكا وألمانيا واسبانيا وتشيكيا والبرتغال وفرنسا إلى مواضيع مختلفة أهمها تلك التي تتناول المآسي والمشاكل الاجتماعية في الدول الأوروبية. وعلى هامش عرض الأفلام الأوروبية سينظم المشرفون على هذا الحدث الثقافي معارض للصور الفوتوغرافية والتشكيلية ولأهم المناطق السياحية في أوروبا. كما تنظم ورشات محاضرات يشارك فيها أساتذة جامعيون من الجزائر وأوروبا تتناول تطور السينما الأوروبية وأهم المراحل التي شهدتها ولا سيما في الدول التي عرفت تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية كما هو الحال في بولندا ورومانيا وباقي دول أوروبا الشرقية التي تحولت من النظام الاشتراكي إلى نظام اقتصاد السوق. كذلك تتناول هذه المحاضرات المشاكل التي تعترض المخرجين والعاملين في القطاع السينمائي الذي توليه الدول الأوروبية مثل رومانيا وبولندا وايطاليا وفرنسا اهتماما ملحوظا نظرا لتأثير السينما على الرأي العام المحلي.