* email * facebook * twitter * linkedin قدم المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، أول أمس، آخر إنتاجاته المتمثلة في مسرحية "جي بي أس" للمخرج محمد شرشال، قبل أن يطير يوم الخميس المقبل إلى العاصمة الأردنية عمان، من أجل المشاركة في الدورة 12 لمهرجان المسرح العربي، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، ضمن المسار الثاني لحساب جائزة "الدكتور سلطان بن محمد القاسمي". يمزج العرض بين تقنيات السينما والمسرح والإيماءات والحركة، لتمرير رسائل وأفكار تنتقد الانصياع والتيه، ويعالج ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ وموقفه من الوقت، وإدمانه الانتظار دون الوصول، بل يقدم صورة للإنسان المسخ الذي يتحول ويفقد حتى حقيقته، سواء بفعل فاعل أو بإرادته. فالأبطال ينتظرون منذ مولده الخلاص دون جدوى، والقطار الذي هو رمز الخلاص يمر في كل مرة دون أن يستقله أي أحد، وبينما هم ينتظرون، ينشغلون ببعضهم، ولا ينتبهون إلى الوقت، ولا إلى عبور القطار حتى بلوغهم الشيخوخة. تقوم المسرحية على أربع لوحات تكاد تكون منفصلة، وهو ما تعمده المخرج الذي صمم العرض بطريقة تجعله أقرب إلى الفرجة والفكاهة، معتمدا على قدرات الممثلين في الحركة والتعامل بأجسادهم، لا بأصواتهم، فضمن العرض بعض الرقصات المنضبطة، واكتفى الممثلون بالإيماءات والحركات، مما جعلهم يبذلون جهدا مضاعفا قصد تبليغ الرسالة، والتي بدت واضحة لدى الكثير من الجمهور، رغم غياب حوار أو ذروة وصراع واضحين. بنيت المسرحية على ديكور متحرك في البداية، ثم منظر نهائي في محطة القطار، ومن رمزيتها، يمكن إسقاط العرض على أي إنسان في أي مكان من الأرض في الوقت الحالي. الجدير بالذكر أن الدورة 12 من مهرجان المسرح العربي، ستنظم في العاصمة الأردنية عمان من 10 إلى 16 يناير الحالي، وسيكون العمل المسرحي "جي بي اس" للمخرج محمد شرشال، ضمن المشاركين في النسخة الثامنة من جائزة "الدكتور سلطان بن محمد القاسمي" لأفضل عمل مسرحي لعام 2019. كما سيحل ثاني عمل مسرحي جزائري للمخرج شوقي بوزيد، عنوانه "رهين"، وأنتجه مسرح باتنة الجهوي. شارك في التمثيل مجموعة من الممثلين الذين حققوا بروزا في السنوات الأخيرة، على غرار محمد لحواس وعديلة سوالم وصبرينة بوقرعة وسارة غربي وعبد النور يسعد ومراد مجرام ومحمود بوحموم وياسين براهمي. اشتغل على موسيقى العرض عادل لعمامرة، بينما أنجز السينوغرافيا عبد المالك يحيى، ونفذ الإضاءة شوقي المسافي.