كرم أول أمس، المخرج المسرحي الجزائري محمد شرشال في افتتاح الدورة 21 من أيام قرطاج المسرحية والتي تستمر إلى غاية 15 من ديسمبر الجاري، في مدينة الثقافة بتونس، إلى جانب ألمع الأسماء العربية على غرار المثل الإماراتي أحمد الجسمي، والمسرحي البحريني عبد الله السعداوي، والتونسيين آمال الهذيلي ومحمد الطيب السهيلي ومحمد المورالي والفلسطينية ماهرة عمران. ويأتي هذا الذي حظيا به عدد من الأسماء العربية والإفريقية على وجه الخصوص باعتبارهم من الأسماء التي أسهمت بجهدها الخاص في الارتقاء بالمسرح، وساهموا أيضا في صناعة المسرح العربي وحققوا الفرجة الفنية والإبداعية على حد سواء. يتميز المخرج محمد شرشال وهو كاتب سيناريو أيضا بنظرة واعية للنهوض بالمسرح الجزائري، وعندما يطرح أفكاره يقدمها بجرأة وفهم لدينامكية الفعل المسرحي، له العديد من الأعمال المسرحية منها “مسرحية بيت النار”، “ميلوديا”، “الهايشة”، “البركان”، “ما بقات هدرة”، كما له في الجانب التلفزيوني العديد من الأعمال جعلته في مقدمة كتاب السناريو بالجزائر منها سلسلة “جمعي فاميلي” بجزأيها الأول والثاني، سلسلة “دار البهجة”، وبرنامج الكاميرا الخفية “واش داني”، بالإضافة إلى كاتب سيناريو مسلسل “أكبادنا” الذي لم يرى النور إلى الآن بسبب الدعم المادي.
كما له عمل جديد عرض مؤخرا بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي ومن إنتاجه أيضا يحمل عنوان “جي بي أس” والذي سيمثل الجزائر في منافسة الدورة 12 من مهرجان المسرح العربي الذي تحتضنه هذه السنة العاصمة الأردنية عمان في الفترة ما بين 10 إلى 16 جانفي الداخل، وهي من تأليفه،وإنتاج المسرح الوطني ولقت الكثير من الاستحسان من طرف الجمهور والمختصين الذين أشادوا بهذا العرض الذي جمع فيه بين تقنيات السينما والمسرح، والإيماءات والحركة لتمرير رسائل وأفكار تنتقد الانصياع والتيه، والمسرحية تعالج موضوع ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ وموقفه من الوقت وإدمانه الانتظار دون الوصول ، بل يقدم صورة للإنسان المسخ الذي يتحول ويفقد حتى حقيقته ، سواء بفعل فاعل أو بإرادته، فالأبطال ينتظرون منذ مولده الخلاص دون جدوى ، والقطار الذي هو رمز الخلاص يمر في كل مرة دون أن يستقله أي أحد، وبينما هم ينتظرون ينشغلون ببعضهم ، ولا ينتبهون إلى الوقت ولا إلى عبور القطار حتى بلوغهم الشيخوخة، كما تقوم المسرحية على لوحات تكاد تكون منفصلة وهو ما تعمده المخرج الذي صمم العرض بطريقة تجعله أقرب إلى الفرجة والفكاهة معتمدا على قدرات الممثلين في الحركة والتعامل بأجسادهم لا بأصواتهم ، فضمن العرض بعض الرقصات المنضبطة. وشارك في تجسيد أدوارها مجموعة من الممثلين الذين حققوا بروزا في السنوات الخيرة على غرار محمد لحواس وعديلة سوالم، صبرينة بوقرعة وسارة غربي وعبد النور يسعد و، بالإضافة إلى كل من مراد مجرام ومحمود بوحموم وياسين ابراهميي.
وبالعودة إلى تظاهرة أيام قرطاج التي ستتواصل إلى غاية 15 من الشهر الجاري، فستعرف مشاركة 110 عروض مسرحية أفريقية وعربية، ومن بين المسرحيات المشاركة مسرحية “بذور الشر” من دولة الإمارات العربية المتحدة، و”تطهير” من تونس، و”كلب الست” من فلسطين، و”الطوق والأسورة” من مصر. وتشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان التي تغيب عنها الجزائر للمرة الثانية على التوالي 14عرضاً مسرحياً من بينها مسرحيتان تونسيتان و10 مسرحيات عربية ومسرحيتان أفريقيتان. وقال حاتم دربال، مدير المهرجان إن هذه الدورة تميزت بمشاركة عروض مسرحية قيّمة ومتنوعة، وتابع: “هذه الدورة تعمل على دعم الاستثمار في الهوية المتجذرة للمهرجان، باعتباره مهرجان جنوب حاملاً لمشاغل وقضايا الجنوب والعالم العربي والأفريقي، ومنفتحاً على فنون الفرجة الحديثة والعالمية”، موضحا بن هذا المهرجان يتميز بقيمة عروضه الاستثنائية التي ستكون موجودة على مدار أسبوع في قاعات أب الفنون، وأشار إلى أن هناك برمجة استثنائية بالنسبة للمسرح المدرسي، إضافة إلى تنظيم ندوات ولقاءات فكرية وورشات تكريمية. وأكد أن “المسرح له عوالمه ولا يرتكز على ثقافة الإبهار التي يختص بها نجوم السينما، باعتبار أن المسرح هو بالأساس متفرج وفضاء ومضمونه هو الاشتغال على المشاعر والقضايا الإنسانية”. ورافق الافتتاح الرسمي، تقديم عروضاً مسرحية تونسية تم تنظيمها في قاعات المسرح المحاذية لمدينة الثقافة، حيث تم عرض مسرحيات “كاليقولا” و”سوق سوداء” و”رسائل الحرية”.