كشف المخرج المسرحي محمد شرشال أنه سيحظى بتكريم خلال الدورة 21 من أيام قرطاج المسرحية التي ستنعقد في الفترة ما بين 7 على 15 ديسمبر الداخل بتونس. ويأتي تكريم المخرج الجزائري المسرحي محمد شرشال إلى جانب نخبة من المسرحين العرب الذين حققت أعمالهم ناجحا مميزا، وساهموا في صناعة المسرح العربي وحققوا الفرجة الفنية والإبداعية على حد سواء. يتميز المخرج محمد شرشال وهو كاتب سيناريو أيضا بنظرة واعية للنهوض بالمسرح الجزائري، وعندما يطرح أفكاره يقدمها بجرأة وفهم لدينامكية الفعل المسرحي، له العديد من الأعمال المسرحية منها “مسرحية بيت النار”، “ميلوديا”، “الهايشة”، “البركان “، “ما بقات هدرة”، كما له في الجانب التلفزيوني العديد من الأعمال جعلته في مقدمة كتاب السناريو بالجزائر منها سلسلة “جمعي فاميلي” بجزأيها الأول والثاني، سلسلة “دار البهجة”، وبرنامج الكاميرا الخفية “واش داني”، بالإضافة إلى كاتب سيناريو مسلسل “أكبادنا” الذي لم يرى النور إلى الآن بسبب الدعم المادي. كما له عمل جديد عرض مؤخرا بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي ومن إنتاجه أيضا يحمل عنوان “جي بي أس” وهي من تأليفه، ولقت الكثير من الاستحسان من طرف الجمهور والمختصين الذين أشادوا بهذا العرض الذي جمع فيه بين تقنيات السينما والمسرح، والإيماءات والحركة لتمرير رسائل وأفكار تنتقد الانصياع والتيه. والمسرحية تعالج موضوع ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ وموقفه من الوقت وإدمانه الانتظار دون الوصول ، بل يقدم صورة للإنسان المسخ الذي يتحول ويفقد حتى حقيقته ، سواء بفعل فاعل أو بإرادته. فالأبطال ينتظرون منذ مولده الخلاص دون جدوى ، والقطار الذي هو رمز الخلاص يمر في كل مرة دون أن يستقله أي أحد، وبينما هم ينتظرون ينشغلون ببعضهم ، ولا ينتبهون إلى الوقت ولا إلى عبور القطار حتى بلوغهم الشيخوخة، كما تقوم المسرحية على لوحات تكاد تكون منفصلة وهو ما تعمده المخرج الذي صمم العرض بطريقة تجعله أقرب إلى الفرجة والفكاهة معتمدا على قدرات الممثلين في الحركة والتعامل بأجسادهم لا بأصواتهم ، فضمن العرض بعض الرقصات المنضبطة. واكتفى الممثلون بالإيماءات والحركات ما جعلهم يبذلون جهدا مضاعفا قصد تبليغ الرسالة، والتي بدت غامضة لدى الكثير من الجمهور خاصة في غياب حوار أو ذروة وصراع واضحين، المسرحية جسدت بديكور متحرك في البداية ثمّ منظر نهائي في محطة القطار، ومن رمزيتها يمكن إسقاط العرض على أي إنسان في أي مكان من الأرض في الوقت الحالي. وشارك في تجسيد أدوارها مجموعة من الممثلين الذين حققوا بروزا في السنوات الخيرة على غرار محمد لحواس وعديلة سوالم، صبرينة بوقرعة وسارة غربي وعبد النور يسعد و، بالإضافة إلى كل من مراد مجرام ومحمود بوحموم وياسين ابراهميي.