قدم المسرح الوطني الجزائري، العرض الشرفي لمسرحية "جي بي أس" "GPS" للمخرج محمد شرشال، الذي أصر على تقديم عرض يمزج بين تقنيات السينما والمسرح، والإيماءات والحركة لتمرير رسائل وأفكار تنتقد الانصياع والتيه. ويعالج العرض ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ وموقفه من الوقت وإدمانه الانتظار دون الوصول، بل يقدم صورة للإنسان المسخ الذي يتحول ويفقد حتى حقيقته، سواء بفعل فاعل أو بإرادته.فالأبطال ينتظرون منذ مولده الخلاص دون جدوى، والقطار الذي هو رمز الخلاص يمر في كل مرة دون أن يستقله أي أحد، وبينما هم ينتظرون ينشغلون ببعضهم، ولا ينتبهون إلى الوقت ولا إلى عبور القطار حتى بلوغهم الشيخوخة. وتقوم المسرحية على لوحات تكاد تكون منفصلة وهو ما تعمده المخرج الذي صمم العرض بطريقة تجعله أقرب إلى الفرجة والفكاهة معتمدا على قدرات الممثلين في الحركة والتعامل بأجسادهم لا بأصواتهم، فضمن العرض بعض الرقصات المنضبطة.واكتفى الممثلون بالإيماءات والحركات ما جعلهم يبذلون جهدا مضاعفا قصد تبليغ الرسالة، والتي بدت غامضة لدى الكثير من الجمهور خاصة في غياب حوار أو ذروة وصراع واضحين. بنيت المسرحية على ديكور متحرك في البداية، ثمّ منظر نهائي في محطة القطار، ومن رمزيتها يمكن إسقاط العرض على أي إنسان في أي مكان من الأرض في الوقت الحالي.، وقد شارك في التمثيل مجموعة من الممثلين الذين حققوا بروزا في السنوات الأخيرة على غرار محمد لحواس وعديلة سوالم ، صبرينة بوقرعة ، سارة غربي ،عبد النور يسعد ، مراد مجرام ، محمود بوحموم وياسين براهمي. واشتغل على موسيقى العرض عادل لعمامرة ، بينما أنجز السينوغرافيا عبد المالك يحي ونفذ الإضاءة شوقي المسافي.