بدأت مؤشرات التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين إدارة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية حماس تتضح في الأفق بعد تأكيدات متواترة حول قرب موعد إعادة فتح المعابر الفاصلة بين قطاع غزة والعالم الخارجي. وهو التوجه الذي أكد عليه فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس أمس والذي أكد على احتمال "إعادة فتح المعابر خلال أيام "في حال نجحت الوساطة المصرية مع إدارة الاحتلال". وتأتي تصريحات برهوم بعد ثلاثة أسابيع من المفاوضات غير المباشرة بين مفاوضي حركة حماس وإسرائيل عبر مدير المخابرات المصرية عمر سليمان ولكنها كانت في كل مرة تصطدم بالعقبات الإسرائيلية التي أرادت أن تحقق عبر هذه المفاوضات ما لم تستطع تحقيقه بواسطة آلتها الحربية. ولم يشأ فوزي برهوم إعطاء تاريخ محدد لإعادة فتح المعابر واكتفى بالقول انه في حال تلقينا ردا ايجابيا من إسرائيل فإن الاتفاق المنتظر توقيعه سيضع حدا للحصار المفروض على قطاع غزة. وشكلت هذه القضية نقطة الخلاف الرئيسية بين المفاوضين الفلسطينيين من حركة المقاومة وإدارة الاحتلال بعد أن سعت هذه الأخيرة إلى إبقاء سيطرتها على المعابر والتحكم في مسألة فتحها وإغلاقها متى شاءت وبالقدر الذي تراه يخدم سياستها في التعاطي مع المقاومة الفلسطينية. واستعملت إدارة الاحتلال ورقة المعابر لفرض حصار مجرم على سكان قطاع غزة لقرابة السنتين في محاولة لخنق حركة حماس وتأليب السكان هناك للإطاحة بها وهو الرهان الذي لم يتحقق لها مما اضطرها إلى انتهاج بديل القوة من خلال عدوانها الأخير على القطاع مع النتائج الكارثية التي يعرفها الجميع. وجاءت تصريحات برهوم في نفس الوقت الذي ظهر فيه محمود الزهار وزير الخارجية في الحكومة المقالة لأول مرة منذ العدوان الإسرائيلي على القطاع وقاد وفد حركته المفاوض إلى القاهرة. ووصل وفد الحركة المتكون من سبعة أعضاء إلى العاصمة المصرية لثاني مرة في أقل من ثلاثة أيام لمعرفة الموقف الإسرائيلي الذي حمله الموفد الإسرائيلي غيلاد عاموس إلى المسؤولين المصريين وخاصة ما تعلق بمدة الهدنة وقضية فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل وبين القطاع ومصر عبر معبر رفح. ويأمل وفد حركة حماس أن يجد ردودا إسرائيلية واضحة للمسائل العالقة وخاصة ما تعلق بالضمانات التي يتعين الحصول عليها من أجل تثبيت وقف إطلاق النار الذي اتخذته إدارة الاحتلال من جانب واحد يوم 18 جانفي الماضي ووافقت عليه مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى بالإضافة إلى مسألة فتح المعابر. وقال فوزي برهوم أن مشاركة محمود الزهار شخصيا في هذه الجولة من المفاوضات يعكس الأهمية التي توليها الحركة لمسألة وقف إطلاق النار وأهمية أن تنتهي الجهود المصرية إلى نتائج ملموسة في هذا الاتجاه. وعرض أمس مدير المخابرات المصرية الجنرال عمر سليمان نتائج مفاوضاته مع الموفد الإسرائيلي الذي استقبله نهاية الأسبوع بالقاهرة مباشرة بعد مغادرة وفد عن الحركة عائدا إلى قطاع غزة. وسبق لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أنْ أكد أول أمس بالعاصمة السورية أنّ آخر المقترحات الإسرائيلية لتعزيز وقف إطلاق النار غير كافية بما يعني ضمنيا الإبقاء على حصار الأراضي الفلسطينية.