* email * facebook * twitter * linkedin شدد والي العاصمة، يوسف شرفة، أمس، على ضرورة الانتهاء من أشغال كل الورشات الخاصة بمشروع إعادة ترميم القصبة والتقيّد الصارم بدفاتر الشروط المبرمة، داعيا إلى رفع رهان الجودة والنوعية، بما يضمن تحويل هذا الموروث الأثري والثقافي الى مقصد سياحي هام بامتياز. وألح السيد شرفة في إطار زيارة العمل والتفقد الأولى من نوعها بعد تعيينه على رأس ولاية الجزائر، لمعاينة أشغال مشروع ترميم القصبة العتيقة، بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي كريم بنور، وبعض منتخبي وإطارات الولاية، على ضرورة التحكّم الجيد في هذا المشروع الأثري التاريخي والثقافي، الذي يضرب بأطنابه في عمق التاريخ، ويعكس أصالة وعراقة مدينة الجزائر المحروسة منذ القرن ال16، والاجتهاد أكثر ومضاعفة الجهود لكسب السباق مع الوقت، قصد تفادي المزيد من التأخر يما يتعلق بتقدم مختلف الأشغال. بعد معاينته الميدانية لمختلف ورشات الأشغال المفتوحة، واستماعه لشروحات مستفيضة حول المرافق التاريخية والأثرية الملحقة بهذا المشروع، طالب الوالي من الجهات المكلفة بتسيير ملف ترميم القصبة، بضرورة الاسراع في إنهاء إعداد الدراسات التقنية التي استغرقت 4 سنوات كاملة، قبل التفرّغ النهائي للأشغال الترميم، معتبرا أن هذه الدراسات التي استغرقت وقتا طويلا، لا تتماشى مع حجم الامكانيات المادية والبشرية المخصّصة لهذا الشأن، علما أن نسبة تقدم أشغال الترميم والتدعيم (اعادة الاعتبار للدعائم والأساسات) لم تتعد ال40 بالمائة، وهو ما وصفه الوالي بغير المقبول وغير المنطقي. وأشار مسؤولو المقاولات المشرفة على أشغال هذا المشروع، إلى أن التكفل بتمويل هذا الإرث التاريخي الذي يمثل حقبة التواجد التركي بالجزائر، انقسم إلى مرحلتين الأولى استفادت من 5 ملايير و600 مليون دينار، والثانية من 17 مليار و800 مليون دينار، كما عرفت العملية تسجيل 10 مشاريع اضافية، من بينها اعادة الاعتبار للمرافق الدينية كمسجد الداي، وشبكات مياه الشرب والكهرباء التي تم الانتهاء من أشغالها في السنة الماضية 2019، مضيفين أن ذلك ترافقه مشاريع في طور الانجاز تخص 3 قصور بقلعة حسن باشا قرب مسجد "كتشاوة"، و3 منازل تاريخية، بلغت نسبة تقدم أشغالها 84 بالمائة. كما أشار المتدخلون بالمناسبة، إلى إطلاق الدراسات التقنية لترميم 5 مساجد ملحقة بالقصبة العتيقة، وهي (كل من السفير، وسيدي محمد شريف، وبن فارس، وسيدي عبد الله، وسيدي بن علي)، ناهيك عن إعادة تأهيل قصر دار أحمد باشا، والمقر السابق لدائرة باب الوادي، وقصد دار الحمراء، مع العلم أن نسبة أشغال ترميم جامع "البراني، ومشروعين يتعلقان بالدويرات بلغت نسبة 75 بالمائة. وأرجع المشرفون على أشغال الترميم وإعادة تأهيل هذه المرافق، بما فيها قصر الداي حسين الذي شهد حادثة "المروحة" الشهيرة، تأخر هذه العمليات التي يشرف على متابعتها حوالي 96 مهندسا وخبيرا معماريا، إلى الاصطدام بعدة عراقيل ميدانية تخص الانهيارات المتتالية للجدران والأساسات، بحكم قدم وهشاشة الموقع الذي تتربع عليه مدينة القصبة التي يعود تاريخها إلى القرن ال16، ناهيك عن صعوبة أشغال الترميم وإعادة تكييف الأرضيات والأسقف والأعمدة والبلاط مع طابعه الأصلي، الذي كان خلال تلك الفترة، الأمر الذي تطلب استحداث ورشات ترميم خاصة لكل ذلك. وطاف والي العاصمة، رفقة الوفد المرافق له، بمختلف المرافق التابعة للقصبة، حيث وقف ميدانيا على أشغال الترميم المتواصلة، مشيرا إلى ضرورة الاحتكام للجودة والنوعية في الأشغال، "باعتبار أن هذه الصرح المعماري التاريخي، له صيت ليس فقط بالجزائر وانما حتى على الصعيد الدولي، كما يعد مكسبا هاما لانعاش قطاع السياحة بالعاصمة".