بالرغم من مرور عام كامل على انطلاق عملية تهيئة وترقية أحياء بلديات العاصمة، إلا أن ما يلاحظ عبر العديد من البلديات أن ما تم إنجازه لا يتعدى ما اصطلح على تسميته بالترقيع أو"البريكولاج"...إذ تسير أشغال التهيئة في أكثر من بلدية ببطء كبير، مما أثار استياء المواطنين الذين ما انفكوا يبدون امتعاضا كبيرا مما يقفون عليه يوميا من أشغال تفتقر في معظمها إلى المقاييس العلمية والجودة أو النوعية، حيث يلاحظ ذلك على وجه الخصوص في بناء الأرصفة، وتزفيت شبكة الطرق. وقد جاءت الأمطار الأخيرة لتعري غش بعض المؤسسات التي أسندت إليها معظم الأشغال، مما يعطي الانطباع بأن الفرق التقنية المكلفة بالمتابعة قد تغافلت عن معالجة النقائص الملحوظة في الميدان، وإلا كيف نفسر تدهور حالة الطرقات في ظرف قياسي على الرغم من خضوعها للتهيئة. كما يتساءل العديد من سكان الأحياء الجديدة لماذا استثني بعضها من عملية التهيئة، في وقت خضعت فيه أحياء مجاورة للعملية، على غرار ما شهدته بعض أحياء الكاليتوس كالشراربة مثلا أو أحياء بلدية جسر قسنطينة، التي تحولت بها بعض الأحياء إلى ورشة، بينما استثني البعض الآخر من أحيائها التي لا تزال أشبه ببؤر فوضوية، لا شبكة طرقات معبدة ولا إنارة عمومية ولا أماكن لجمع القمامة، وكأن هذه الأحياء موجودة في مناطق نائية... وهنا يستاءل سكان تعاونية أمينة الواقعة بالقرب من حي 720 بعين النعجة، لماذا استثنيت تعاونيتهم من عملية التهيئة، في حين استفادت منها تعاونية مفتاح الخير المجاورة، حيث زودت هذه الأخيرة بالإنارة العمومية ومن التزفيت وغيرها. ونفس التساؤل طرحه سكان حي الشراعبة بالكاليتوس وسكان حي بن طلحة ببراقي وأحياء أخرى بالحميز والقائمة طويلة للأحياء وكأنها توجد بمناطق نائية... إنها تساؤلات تطرح بإلحاح ومن حق سكان هذه الأحياء أن ينعموا بالحياة الكريمة، ويطالبون مديرية الأشغال العمومية لولاية العاصمة، أن تسارع الى برمجة هذه الأحياء حتى لا تتحول الى بؤر تعاني التهميش وتتنامى بها الظواهر السلبية التي يدفع ثمنها المجتمع، لأن سكان هذه الاحياء دقوا ناقوس الخطر في اكثر من مرة وهم لا يطالبون بأكثر من تعبيد شبكة الطرق أو إنارة عمومية.