مع كل تهاطل للأمطار على مستوى بلديات ولاية الجزائر العاصمة على غرار باقي ولايات الوطن، تظهر للعيان وتنكشف العيوب الناجمة عن عمليات ''البريكولاج'' التي يتبعها المسؤولون البلديون ومجموعة من المقاولين المشرفين على هذه المشاريع في تسيير وإعادة تهيئة شبكة الطرقات ببلدياتهم. يحدث هذا في الوقت الذي تخصص فيه ميزانيات ضخمة بإعانة من مصالح ولاية الجزائر، من أجل إعادة تهيئة شبكة الطرقات بالعاصمة وتنصيب قنوات الصرف الصحي والبالوعات وما إلى ذلك، التي من شأنها أن تحمي هذه الأخيرة من احتمال حدوث فيضانات فور تهاطل الأمطار، وذلك حتى لا تتكر كارثة ''باب الواد'' بالعاصمة وغرداية بجنوب الوطن. خرجنا في جولة ميدانية إلى بعض بلديات ولاية الجزائر أثناء قيامنا بهذا ''الروبورتاج'' الذي تصادف مع سقوط الأمطار الربيعية، حيث لاحظنا العيوب المترتبة عن العمليات السطحية التي يتبعها المسؤولون في إنجاز مشاريع إعادة تهيئة وتعبيد الطرقات، تنصيب قنوات الصرف الصحي والبالوعات .. الخ، حيث المياه تطفو على سطح الأرضية وقنوات الصرف الصحي، البالوعات مسدودة، ما أدى إلى وقوع الكثير من المشاكل كثقل حركة المرور والراجلين على حد سواء الذين يحاولون اجتياز البرك المائية الموجودة بفعل الاهتراءات التي تظهر فور تساقط الأمطار لتنكشف بذلك عمليات ''البريكولاج'' التي اتبعت أثناء قيامهم بهذه الأشغال. بلديات تعمل على قدم وساق لإعادة تهيئة طرقاتها تخصيص 23 مليار سنتيم لإعادة تهيئة طرقات براقي خصصت بلدية براقي الواقعة غرب ولاية الجزائر العاصمة، ميزانية هامة ككل سنة من أجل إعادة تهيئة وتعبيد شبكة الطرقات، إذ قدرت ب 23 مليار سنتيم، حسب ما كشف عنه السيد قطاف محمد نائب مكلف بالشؤون الاجتماعية على مستوى البلدية. حيث سيتم إعادة تهيئة عدد من الأحياء من بينها حي ''طويلب'' الذي لم تمسه التهيئة منذ سنوات، مما يجعل تنقلات المواطنين عبر الحي تتم بصعوبة، مثلما قال ذلك ممثلون عن السكان ل ''الحوار''، هؤلاء الذين أفادوا أن حجم المعاناة التي يتخبطون فيها منذ سنين يزداد حدة في ظل الصعوبة الكبيرة التي يواجهونها كلما خرجوا من بيوتهم متوجهين إلى مقرات عملهم، وتتضاعف المعاناة مع حلول فصل الشتاء، حيث يغرق الحي في الأوحال وبرك من المياه العكرة التي تشكلها كميات الأمطار المتساقطة. من جهة أخرى أوضح ذات المتحدث، أن البلدية أخذت على عاتقها مهمة تهيئة معظم الطرق الواقعة فوق ترابها، لاسيما منها الرئيسية التي انتهت من تعبيدها منذ مدة قصيرة، إضافة إلى برمجة تهيئة 12 طريقا فرعيا، 05 منها تم الانتهاء من تعبيدها، فيما سيتم الشروع في تهيئة الطرق المتبقية دون أن يكشف عن ذلك. فيما أرجع ذات المحدث سبب تعطل أشغال تهيئة بعض الطرقات إلى أشغال التطهير التي تنعدم في بعض الأحياء، ما يؤدي بالضرورة إلى استكمالها للتمكن من القيام بتعبيد الطرق في وقت لاحق، مضيفا أن المقاول الذي كلف بمشروع تهيئة الجزء الخامس من الطريق الذي يخص حي ''طويلب'' اضطر إلى التوقف عن العمل من أجل استكمال أشغال التطهير. من ناحية أخرى تم تخصيص غلاف مالي بقيمة 12 مليار سنتيم للقيام بأشغال التهيئة والتعبيد عما قريب بحي 2004 مسكن، حيث قامت مصالح سلطات بلدية براقي بإرسال مخطط المشروع إلى الدائرة الإدارية لدراسته، حسب المتحدث هذا الأخير أكد أن الأشغال توقفت بسبب الأمطار وبعض المشاكل مع المؤسسات ''المقاولات'' التي أسند لها إنجاز المشروع. .. ورصد 7 ملايير سنتيم لتعبيدها بجسر قسنطينة على صعيد ذي صلة رصدت سلطات بلدية جسر قسنطينة الواقعة شرق ولاية الجزائر العاصمة، غلافا ماليا يقدر ب7 ملايير لتعبيد الطرقات، حيث سيتم فتح طرق جديدة عبر بعض الأحياء التي تعرف عزلة بما فيها 650 مليون خصصت لنفس الغرض، أما تهيئة الطرقات فتم تخصيص غلاف مالي يقدر ب 2 مليون و400 ألف دينار، من أجل تهيئة عدة أحياء كحي'' 232 مسكن'' الذي وصلت نسبة الأشغال به إلى 100بالمائة، وكذا عين المالحة وحي ''لوناب''، وكذا تهيئة قنوات الصرف الصحي على مستوى ''واد أوشايح'' وحي 792 مسكن وحي ''سونلغاز''، هذا الأخير الذي انتهت به الدراسة وستنطلق الأشغال خلال الأيام القادمة، حسب ما صرح به رئيس المجلس الشعبي البلدي لجسر قسنطينة عروس موسى، الذي أكد أن ميزانية البلدية بلغت 31 مليار سنتيم، كما أكد هذا الأخير أن عملية تهيئة شبكة الطرق متواصلة على مستوى أحياء عين النعجة، حيث مست العملية في إطار برنامج التهيئة بعض الأحياء الجديدة وهي العملية التي لقيت استحسانا كبيرا في وسط السكان الذين عانوا العديد من المشاكل بسبب وضعية الطرقات. طرقات سيدي موسى ترجو من يعيد صيانتها من ناحية أخرى أعرب سكان حي ''أولاد علال'' ببلدية سيدي موسى، عن استيائهم الشديد إزاء الوضعية المزرية التي تميز طرقاتهم في ظل غياب عمليات التزفيت، أشار محدثونا في معرض تصريحاتهم أنه سنة 2007 كان من المفروض أن تنطلق بها الأشغال، إلا أن المشروع توقف لأسباب مجهولة، ليتم في سنة 2008 إعادة بعثه من جديد، لكن ولسوء الحظ يعود نفس المشكل ليطرح من جديد نظرا لبقاء طرقات الحي على حالها، وهو الأمر الذي لم يهضمه السكان.