عبر سكان أحياء منطقة الحميز التابعة لبلدية الدارالبيضاء بالعاصمة عن تذمرهم وسخطهم من غياب التهيئة عن هذه الأخيرة، حيث بلغت طرقاتها درجة جد متقدمة من الإهتراء زادت من معاناتهم في ظل تهميش وإقصاء السلطات المحلية لحيهم من أشغال التهيئة إلى جانب جملة من المشاكل المتعلقة بالحياة اليومية للسكان لم يخف قاطنو حي الحميز بأحيائه ال 20 والذي تجاوز تعدادهم ال 35 ألف نسمة غضبهم من الحالة الكارثية التي أضحت تعرفها أحياء المنطقة على غرار تدهور شبكة الطرقات التي لطالما كانت سببا في تفاقم معاناتهم، خاصة مع تهاطل الأمطار، مما يغرق الحي في الأوحال والبرك المائية، حيث أصبحت تمثل الانشغال الأكبر للمواطنين، خاصة التلاميذ منهم الذين يجدون صعوبة كبيرة في الالتحاق بمدارسهم، مبدين في نفس الوقت استياءهم من سياسة البريكولاج في تهيئة الطرق التي تعتمدها معظم المقاولات الوطنية التي أشرفت على عملية التهيئة التي مست بعض طرقات الحي والتي استفادت من عمليات التزفيت، إلا أن عيوب هذه السياسة الترقيعية كشفها تساقط الأمطار الذي عرفته المنطقة لتظهر بذلك كل تلك الحفر والأخاديد التي كانت من قبل• على صعيد آخر، أشار أصحاب المحلات التجارية بسوق الحميز إلى هذه الوضعية التي أصبحت تؤثر سلبا على تجارتهم بسبب الأرضية غير المهيأة، حيث صار الوصول إلى هذه المحلات وسط الأوحال أمرا مستحيلا خاصة في فصل الشتاء، وهو الأمر الذي أصبح يزعج كلا من المتسوقين والبائعين على حد سواء، محملين بذلك الشركات المشرفة على أشغال التهيئة مسؤولية الوضع الكارثي الذي آل إليه حيهم نتيجة إهمال وتماطل هذه الأخيرة وعدم التزامها بإنهاء الأشغال في الوقت المحدد، مما حول الطرق والأرصفة إلى شبه ورشة مهملة زادت من حدة ازدحام حركة المرور التي تعرفها المنطقة، وخلقت مشكلا آخر إلى جانب المشاكل التي يعاني منها حي الحميز والتي أصبحت لا تعد ولا تحصى كمشكل انعدام الماء الشروب ببعض أحياء المنطقة على غرار حي الحميز 02، حيث تفتقر حنفياته لهذه المادة الحيوية مما يجعل السكان يضطرون للاستنجاد بالطرق العشوائية في عملية التزويد بهذه الأخيرة، معرضين بذلك أنفسهم لخطر الإصابة بالأوبئة والأمراض المتنقلة عبر المياه• كما يفتقر الحي لمركز بريدي الذي يعتبر مرفقا ضروريا حسب السكان لا يمكن الاستغناء عنه، حيث يضطر هؤلاء للتنقل إلى مركز بريد بلدية رويبة في كل مرة يحتاجون فيها لسحب أموال، وهو الأمر الذي أثقل كاهلهم خاصة وأن مركز بريد رويبة يعرف اكتظاظا كبيرا• كما تعاني أحياء الحي من نقص كبير في التغطية بالإنارة العمومية ما جعل المواطنين عرضة للاعتداءات والسرقات التي تكثر بالمنطقة والتي حرمت عليهم الخروج بعد حلول الليل• كما استغرب السكان عدم حصولهم على عقود الملكية لحد الآن منذ منحهم الأراضي التي كانت عبارة عن أراض فلاحية تم بموجبها منحهم رخص إدارية للبناء سنة 1989 تاريخ نشأة الحي• إلى جانب هذا، فهم يشكون من غياب تام في الهياكل الثقافية والترفيهية التي من شأنها الترويح عن شباب الحي وإبعاده عن الانحراف الذي أخذت دائرته في الاتساع أكثر وأكثر في أوساط هذه الفئة• وعليه، وأمام هذا الوضع المزري طالب أهالي حي الحميز ممن تحدثت "صوت الأحرار" إليهم بضرورة تدخل الجهات المعنية وعلى رأسها مصالح البلدية لدى بلدية الدارالبيضاء وكذا مصالح الجزائرية للمياه من أجل إيجاد حل لهذه المشاكل التي يتخبط فيها حيهم•