خرجت مختلف الأحزاب والفصائل الفلسطينية بقراءة واحدة لنتائج الانتخابات النيابية في إسرائيل أجمعت من خلالها أنها جاءت لقبر مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد أن سيطرت الأحزاب العلمانية والدينية المتطرفة على أغلبية مقاعد الكينيست وسط مؤشرات للعودة إلى نقطة البداية في مسار لم يسجل أي تقدم منذ عدة سنوات. ولم تخف السلطة الفلسطينية وكل الفلسطينيين مخاوفهم من العودة القوية للأحزاب اليمينية الى الساحة السياسية في ادارة الاحتلال بقيادة مجرم الحرب الآخر بنيامين نتانياهو الذي جعل من ورقة معاداة الفلسطينيين ورفضه لفكرة اقامة الدولة الفلسطينية وابادة حركة حماس اوراقه الرابحة في حملة انتخابية طغى عليها الخطاب المتطرف الممزوج بنزعة صهيونية. وهي نفس القناعة التي لا يتردد زعيم حزب اسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان في التعبير عنها علنا وفي كل مناسبة لتأكيد نزعته العنصرية ضد العرب ودليل ذلك دعوته لطرد عرب 48 إلى ما وراء الخط الأخضر وسلب اراضيهم لإقامة دولة اسرائيلية نقية من أية عرقيات أخرى وهي نظرية عنصرية تبناها الناخبون الإسرائيليون وانتخبوا على من روجوا لها. ولكن هذه المقاربات لا يجب أن تجعلنا نعتبر حزب كاديما أو حزب العمل على أنها أحزاب "الحمائم لأنها أحزاب تتبنى نفس النظرة العنصرية ضد العرب والفلسطينيين ومذبحة قطاع غزة الأخيرة التي مزجت بين هذين الحزبين عبر الوزير الأول المقال ايهود اولمرت وبين وزيره للدفاع ايهود باراك أكدت أنهما لا يختلفان في شيئ عن الليكود أو اسرائيل بيتنا إلا من حيث التسميات أو طرق تنفيذ أساليب إبادة الفلسطينيين ورفض تمكينهم من حقوقهم. وقال ياسر عبد ربه احد اقرب مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن إسرائيل سوف لن تشكل حكومة قادرة على مواصلة مفاوضات سلام". مؤكدا في نفس الوقت أن الجانب الفلسطيني سيرفض من جهته أية مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية القادمة مهما كان رئيسها إذا لم تعلن صراحة وقفا نهائيا للاستيطان.الذي شكل عقبة رئيسية أمام عملية السلام المتعثرة. وهي نفس القناعة التي دافع عنها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي أكد أن نتائج الانتخابات تؤكد انه لن تكون في إسرائيل حكومة قادرة على فعل أي شيء من اجل التوصل إلى تحقيق السلام. وقال صائب عريقات أن المؤشرات الانتخابية التي أفرزتها نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي "تفتقر إلى مقومات صناعة السلام" على المسارين الفلسطيني والسوري على حد سواء. وأكد عريقات أن "أي ائتلاف حكومي في إسرائيل لا يعترف بالاتفاقات الموقعة ولا يعترف بمبدإ الدولتين ولا يقوم بوقف الاستيطان لن يكون شريكا للمفاوضات مع الفلسطينيين. وهو الموقف الذي عبرت عنه حركة المقاومة الإسلامية حماس التي أكدت من جهتها أن الإسرائيليين صوتوا على قيادات تحب الحرب معتبرة أن نتائج هذه الانتخابات ستكون لها انعكاسات خطيرة ومأساوية على المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا بينها وبين إدارة الاحتلال عبر الوسيط المصري من اجل التوصل الى تهدئة طويلة في قطاع غزة. وكان فوزي برهوم الناطق باسم الحركة في قطاع غزة يشير الى التصريحات التي ما انفك يدلي بها بنيامين نتانياهو وافيغدور ليبرمان بخصوص التعامل مع حركة حماس وضرورة إبادتها. من جهته قال المتحدث باسم حركة التحرير الوطني "فتح" فهمي الزعارير "ان نتائج هذه الانتخابات تعزز نزعة التطرف والانحراف نحو اليمين الذي يتنكر كليا لحقوق شعبنا الفلسطيني". وأكد الزعارير في بيان صحفي أن "اضمحلال معسكر اليسار وصعود اليمين الإسرائيلي يأتي نتاج التعبئة اليمينية المتطرفة في كل ما يتعلق بالشعب الفلسطيني وحقوقه والتنكر للعملية السلمية وآفاق الحل السياسي القائم على مبدإ الدولتين". وهي القناعة التي أكدت عليها صحيفة "الثورة" السورية التي عادة ما تعكس المواقف الرسمية السورية ان الانتخابات الإسرائيلية سوف لن تأتي بأي تغيير على الوضع في المنطقة مهما كان رئيس الحكومة الاسرائيلية القادم سواء كانت ليفني أو نتانياهو. وهي المخاوف التي جعلت الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يؤكد على "عدم اطمئنانه" إزاء السياسة التي ستقودها الحكومة الإسرائيلية الجديدة تجاه الشرق الأوسط وخاصة العلاقات العربية الإسرائيلية. وقال موسى أن السياسة الإسرائيلية "لن تتغير تجاه الشرق الأوسط" وأنها تمر بمرحلة من "عدم الوضوح" مؤكدا على وجوب تطور الحكومة الجديدة و"تأخذ خطوات نحو السلام العادل بأن توقف بناء المستوطنات وترفع الحصار عن غزة والضفة الغربية".