عثرت فرقة الدرك الوطني بالمكان الجميل بوادي السمار بالجزائر على جثة حارس مؤسسة "بلاكو" للتوزيع بوادي السمار مدفونة بمنطقة براقي بعد أن اختفى منذ تعرض المؤسسة للسرقة ليلة 27 جانفي الماضي، كما أوقفت الفرقة ثلاثة أشخاص قتلوا الحارس شنقا بعد أن رآهم يستولون على مبلغ مالي قدره 82 مليون سنتيم من المؤسسة، منهم عون حراسة متآمر يشتغل بالمؤسسة. وتوصلت فرقة الدرك الوطني إلى فك خيوط الجريمة اثر تحقيق معمق بعد تلقيها شكوى من مدير المؤسسة مفادها تعرض مؤسسته للسرقة وتكسير بعض الجدران وكاميرات المراقبة مع الاستيلاء على فولاذية مسطحة بها مبلغ مالي قدره 82 مليون سنتيم، واختفاء الحارس. وتمكنت فرقة الدرك من القبض على المجرمين بعد العثور على هاتف نقال عند الشاب "م. ح" البالغ من العمر 23 سنة يقطن بمنطقة براقي، حيث تم الاتصال به من قبل فرقة التحقيق التي أكد لها انه تلقى الهاتف من صديق له، ليتأكد بعد ذلك أن هذا الصديق "س. ي" البالغ من العمر 37 سنة والذي يقطن ببراقي أيضا يعمل بنفس المؤسسة كحارس أيضا، واعترف هذا الأخير بأنه مدبر العملية رفقة صديقه الذي منحه هاتف نقال الضحية وشخص آخر "م. ر" البالغ من العمر 25 سنة. واعترف مرتكبو الجريمة لفرقة الدرك الوطني أنهم خططوا لهذه العملية منذ 20 يوما قبل تنفيذها وقام الجاني الذي يشتغل بالمؤسسة باختبار كل كاميرات المراقبة ليتأكد من الأماكن التي تصورها، كما أثبت التحقيق أن كاميرا كانت موجودة بالطابق الأرضي للمؤسسة متوقفة عن التشغيل تم اختبارها من قبل هذا الحارس الذي كشف التحقيق وجود بصمات المعني وهو ما أثبت تورطه قبل أن يعترف بجريمته، علما أن المجرمين الثلاثة عند ارتكاب جريمتهم قاموا بتكسير كل كاميرات المراقبة كما رموا بالفولاذية المسطحة من الطابق الأول حتى يتسنى لهم كسرها والاستيلاء على الأموال اتي كانت بداخلها. ولما شاهدهم الحارس البالغ من العمر 49 سنة والقاطن بأولاد سلامة ببوقرة سارعوا الى قتله بشنقه بعد أن لفوا الحبل حول عنقه قبل أن يشبعوه ضربا على مستوى الصدر والظهر مما سبب له جروحا بليغة بقيت آثارها ظاهرة حتى بعد تحلل جثته بعد مرور 14 يوما عن قتله، ليقوموا بعد ذلك بتكفينه بلحاف كان بحوزة الضحية. وجهزت العصابة سيارة من نوع أكسنت هيونداي استأجرتها من إحدى وكلات إيجار السيارات واستعملتها لنقل الجثة، حيث تم العثور في صندوق السيارة على خيوط من اللحاف الذي لف به الضحية، وأخذوها إلى منطقة معزولة بمحاذاة الطريق السريع ببراقي ودفنوه هناك. وبعد اعتراف مرتكبي الجريمة بجريمتهم طلبت فرقة الدرك لوادي السمار منهم دلها على المكان الذي دفن فيه الضحية مستعينة بطبيب شرعي من مستشفى مصطفى باشا، وفرقة الدرك الوطني المختصة اقليميا ببراقي بترخيص من وكيل الجمهورية لمحكمة الحراش الذي تنقل معهم لاستخراج الجثة التي تحلل جزء منها. وتبين فعلا أن الضحية مات خنقا بواسطة حبل ووجد مربوط اليدين والرجلين، ومصابا بضربات خطيرة سببت له جروحا على مستوى الصدر والظهر. ووجهت لمرتكبي الجريمة تهم القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، تكوين جمعية أشرار، السرقة الموصوفة لمبلغ مالي قدره 82 مليون سنتيم لم يسترجعوه، حيث قالوا أنهم صرفوه فيما بينهم، بالإضافة إلى تهمتي تحطيم أملاك الغير، وإخفاء جثة. وقد تم تقديم مرتكبي الجريمة أول أمس أمام وكيل الجمهورية الذي أمر بإيداعهم الحبس الاحتياطي في انتظار محاكمتهم.