تعود حيثيات القضية إلى صباح يوم 28 جانفي المنصرم، حيث تفاجأ 28 عامل بشركة "بلاكو" المختصة في صناعة الأسقف والجداريات يقع مقرها بوادي السمار في العاصمة، بعد فتحهم الاضطراري للبوابة، بوجود خزينة فلاذية مرمية أمام المدخل الرئيسي للمبنى الإداري للشركة، ليتم رفع شكوى مفادها اختفاء الحارس الليلي للشركة و82 مليون سنتيم من مكتب المحاسبة• حامت الشكوك في البداية حول الحارس لعدم ظهور أي أثر له، وعلى جناح السرعة تنقلت فرقة الشرطة التقنية للدرك الوطني إلى مسرح الجريمة لمعاينة المكان، ولم يعثر على الحارس بمقر سكناه الكائن المسمى" بوفرة" في بلدية أولاد سلامة بولاية البليدة، وأعلمت زوجته أن زوجها المدعو "م-ب" البالغ من العمر 49 سنة أب لثلاث أطفال، لم يعد منذ الساعة الثانية زوالا بتاريخ 27 جانفي إثر توجهه للعمل كعادته، وكان غياب الحارس بمثابة اللغز الذي عقّد القضية حسبما أفاده قائد الكتيبة التابعة لوادي السمار• هاتف الضحية يكشف خيوط الجريمة حسب تحريات الشرطة التقنية للدرك الوطني، فإنه وبعد سلسلة من الاستجوابات التي مست العمال والقريبين من الخزينة، تمكن عناصر الشرطة من استرجاع هاتف الحارس الذي عثر عليه لدى شاب من براقي، حيث صرح أنه اقتناه من أحد معارفه في الحي• وبعد مواصلة التحقيق تم إلقاء القبض على البائع إلى جانب شخصين آخرين الذيَن استنطقتهم الوحدة يوم 7 فيفري الجاري، ليتبين فيما بعد أن المدبر الرئيسي للعملية هو"س.ي" زميل الحارس المختفي والذي يعمل معه بالتناوب في نفس الشركة، والساكن في براقي، مسبوق قضائيا بتهمة التزوير، بالاشتراك مع الشابين "م•ر" 25 سنة مستهلك مخدرات، والشاب "م•ح" 23 سنة، حيث قام المدعو "س•ي" بكراء سيارة من وكالة لكراء السيارات في الحراش باسمه ليلة الجريمة، وتنقل بها رفقة شريكيه في الجريمة قاصدين 82 مليون التي أسالت لعابه بخزينة الشركة والتي كان يعلم بوجودها، وتوجهوا نحو الحارس الذي أوسعوه ضربا حتى فقد وعيه، ثم عمد الثلاثة إلى تقييده من يديه ورجليه ثم خنقه، خاصة وأن الحارس الضحية تعرف على زميله، ثم توجهوا إلى استكمال الخطة أين تم تخريب كاميرات المراقبة والتي كان الحارس يعلم جيدا أماكن تواجدها واسترجاع أشرطة التسجيل الموصولة بشاشات المراقبة قبل الشروع في السطو• وحسب اعترافات الموقوفين فقد استهلوا عمليتهم بإحداث ثقب على مستوى الحائط بين المكتب والرواق ليتم دفع الخزينة الفولاذية عبر السلالم الرخامية لتسهيل تنقلها ودحرجتها إلى المدخل الرئيسي للشركة، وقاموا بكسر جزء من الصندوق الحديدي باستعمال منشار كهربائي، ونهب الأموال الموجودة فيه، وعند استكمال السطو لفوا الجثة داخل لحاف مزركش، وتم نقل الجثة بالسيارة إلى جانب المسروقات والتوجه مباشرة "حوش طلحة علي" ببراقي لإخفاء الجثة على مستوى الطريق السريع الجنوبي الرابط بين بابا علي وبراقي ،أين تم ردم الجثة، والتوجه بالأموال المسروقة باتجاه كباريهات تيشي في ولاية بجاية للاستمتاع بالغنيمة• التحقيقات انتهجت خطة استراتيجية والأدلة كلها تدين المتهمين الثلاثة في حديث جمع "الفجر" بقائد كتيبة الدرك الوطني بالحراش، أفاد أن الكم الهائل من الأدلة التي جمعت ضد الثلاثة خلال التحقيق الذي قامت به كتيبة وادي السمار جعل المتهمين يعترفون بجرائمهم، وهذا من خلال البصمات التي طابقت بصمات الثلاثة، إضافة إلى أن الخزينة التي كانت تحتوي المال كانت مخبأة بإحكام في مكتب المحاسبة ولا يعرف مكانها إلا حراسها، كما أنه أثناء التحقيق تبين أن كل الكاميرات المتخفية تم انتشالها إلا كاميرا واحدة كان يعلم بأنها لا تعمل منذ زمن، كما أن هناك أدلة أخرى هي أن الحارس الذي استجوب كبقية عمال الشركة مسبوق عدليا ومستهلك للمخدرات• من جهة أخرى يضيف المتحدث لاحظت الوحدة تناقضات إجاباته مع رفيقيه الشريكين•كما لمس الطبيب الشرعي بعض التفاصيل والتي اعترف بها الثلاثة في نهاية المطاف• وأوضح قائد الكتيبة لوادي السمار أن هذا طيش شباب متهور أدى بهم إلى احتراف عملية سطو و التورط بجريمة منظمة أفضت إلى قتل بريء رب عائلة متواضعة تيتم أطفالها، وضاع مستقبل شابين في مقتبل العمر، وعائلة المدبر الرئيسي المتزوج والأب لثلاث أطفال•