* email * facebook * twitter * linkedin وجّه سفير دولة مالي بالعاصمة الفرنسية باريس، انتقادات لاذعة لجنود اللفيف الأجنبي المشاركين في عملية "بارخان" العسكرية في بلاده، بسبب التجاوزات والحماقات التي يرتكبونها والتي أصبحت مشكلا حقيقيا سواء للمواطنين الماليين أو السلطات الرسمية في هذا البلد. حاول السفير توماني جيمي ديالو، التأكيد أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي، أن الشعب المالي لا يكن أي عداء تجاه فرنسا كدولة حليفة، ولكن تجاه التصرفات غير اللائقة لبعض الجنود العاملين ضمن قوة "بارخان"، والتي أصبحت تثير تذمر السكان ووضعت حكومة بلاده في حرج حول كيفية التعامل معهم. ويعكف مجلس الشيوخ الفرنسي، منذ مدة على تنظيم لقاءات دورية مع سفراء دول الساحل الخمس موريتانياومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، في محاولة لمعرفة حقيقة العداء الذي تكنه شعوبها تجاه فرنسا وقواتها العسكرية التي أصبح ينظر إليها على أنها غطاء لاستعمار جديد غير معلن، وليست قوة لمحاربة التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة. ويبرر المدافعون عن هذه القناعة في دول مالي وبوركينا فاسو والنيجر، أن المهمة المعلنة لمحاربة الإرهاب غير صحيحة بدليل تنامي الأعمال الإرهابية وعمليات القتل الجماعي، ويذهبون إلى حد التأكيد أنهم أصبحوا مستهدفين بأعمال إرهابية انتقاما من تواجد القوات الأجنبية وخاصة الفرنسية منها في بلدانهم. وسارت مرافعة السفير المالي، في هذا الاتجاه عندما أكد أنه بالنظر إلى تعداد قوة "بارخان" والوسائل المادية والعسكرية التي تمتلكها فإننا ننتظر نتائج أكثر مما هو مسجل في محاربة الإرهاب وبأقل تكلفة بشرية. وأضاف "أقولها صراحة أن المشكلة المطروحة بسبب بعض الضباط في هذه القوات النظامية واللفيف الأجنبي". وقال إن هؤلاء الجنود خلال تجوالهم في شوارع العاصمة باماكو، بمظهرهم العسكري والوشم على أجسادهم أعطوا صورة غير تلك التي عهدها الماليون في القوات الفرنسية، وتحول ذلك إلى مبعث خوف وتوجس لديهم بدلا من زرع الأمن في أوساطهم. ويوجد ضمن القوات الفرنسية في منطقة الساحل المعروفة باسم " بارخان" العديد من عناصر اللفيف الأجنبي المنتمين إلى الفرقة الثانية لقوات الصاعقة المحمولة جوا. وأضاف الدبلوماسي المالي، أن هؤلاء إذا كان يشهد لهم بشجاعتهم وولعهم بالمعارك وخوض الحروب فإنهم مولعون أيضا بالكسب الكبير، وهو ما يتسبب في كثير من الأحيان في تسببهم في ارتكاب تجاوزات خطيرة مما يخلق لنا مشاكل مع المواطنين. وقال إن الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كايتا، أكد مرارا أن الذين يطالبون برحيل القوات الأجنبية وخاصة الفرنسية هم أعداء مالي ومتواطئون مع الإرهاب، ولكن تصرفات بعض عناصر هذه القوات يبقى مثار جدل. وختم السفير المالي بالقول إن بعض هؤلاء يقومون بتصرفات غير لائقة في شوارع العاصمة باماكو، غير مكترثين بوقع ذلك على نفسية السكان المحليين وهذا يضر بصورة فرنسا وقواتها في منطقة الساحل. ولم يجد كريستيان كامبون، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي، ما يقوله سوى التأكيد على تسجيل ملاحظات السفير المالي، محاولا التقليل من وقع انتقاداته، وقال إن تلك تصرفات تحدث في كل مجتمع وكل تنظيم، حيث يقوم البعض بتصرفات غير لائقة ولكن ذلك لا يجب أن يعمّم على الجميع.