ما ذنب الديمقراطية عندنا اذا لم يترشح من يسمون بالأوزان الثقيلة لمنافسة المترشح الحر السيد عبد العزيز بوتفليقة لرئاسيات 9 افريل المقبل ؟ وما ذنب هذا الأخير إذا كان الكل يتفق على أنه سيكون الأوفر حظا للفوز بعهدة ثالثة؟ وأين العيب إذا ابتهج المواطن الجزائري الذي يريد الاستمرارية والاستقرار لإعلان فخامته الترشح لعهدة ثالثة؟ أظن أن كل ما يطرح من لغط في هذا السياق لا مبرر له طالما أن الصندوق هو الفيصل بين المترشحين مهما كان ثقلهم ووزنهم وطالما أن المواطن بحسه ووعيه يعي في أية خانة يضع ورقته الانتخابية ومن هنا لاخوف على المسار الديمقراطي ولا على خيارات الأمة طالما أن الشعب هو الذي يختار وهو الذي يرفع الفائز على الأكتاف أو يدير ظهره لمن لا يتوسم فيه سمات الحاكم العادل. ولاشك ان الذين اختاروا الاستمرارية قد حسموا موقفهم منذ مدة وهم كما يقولون لا يريدون المجازفة بما تحقق في الميدان من أمن واستقرار وتنمية ومكاسب ومصالحة ولعل إصرارهم على ضرورة ترشح فخامة رئيس الجمهورية لعهدة ثالثة قد أجاب عليه بنعم السيد عبد العزيز بوتفليقة يوم الخميس الفارط، وهذا يعني ان قاعدة عريضة من المجتمع الجزائري أقرت من يحكمها مسبقا. أما الذين يريدون التجديد وإحداث القطيعة مع هذه الأغلبية الانتخابية فلهم خياراتهم المتعددة وعليهم السعي لكسب الميدان طالما أن النهج الديمقراطي يوفر لهم المحيط الملائم ويصون لهم كل الحقوق التي تمكنهم من تبليغ رسالتهم وهو حق مشروع لكل من أراد العمل في إطار الشرعية والشفافية بعيدا عن الغوغائية والتشكيك، وهذا يعني أيضا أن الجزائر تتسع لكل أبنائها ممن يريدون العيش في كنفها في عزة وكرامة، وعلى هؤلاء ان يتقبلوا قواعد اللعبة طالما أن الصندوق هو من يعطي وهو من يعلن الفائز والمنهزم. أما الذين اختاروا الحديث من وراء البحر للتشكيك والمناورة وإثارة البلبلة فأظن انهم يدركون بأن الشعب الجزائري لا يقبل المغامرة ولا يستمع إلا لصوت ضميره الحي وأنه يدرك بأن صوته أمانة لا تعطى إلا لمن خبره ووجد فيه الصوت الذي يعبر عن انشغالاته واهتماماته وتطلعاته، وأظن أن الحسم في هذا الشأن قد عبر عنه ارتياح وبهجة الشارع الذي يرفض منطق المجازفة والقفز نحو المجهول. لذلك نقول هل هناك أبلغ من حكمة من يقول نعم للاستمرارية والمصالحة الوطنية والتنمية؟ أليس في مثل هذا الرد ما يكفي لحث فئة المتشككين للإقرار بأن تغيير الواقع الجزائري نحو مستقبل أفضل لن يتحقق إلا بما هو أفضل منه؟ وأين هذا الأفضل مادام هؤلاء لا يطلون علينا إلا مرة واحدة كل خمس سنوات؟