* email * facebook * twitter * linkedin يحتضن المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، زوال اليوم، العرض الشرفي للمسرحية المخصصة للأطفال والمعنونة ب "الكوكب العملاق". وبهذه المناسبة نظم طاقم العمل الذي أنتجه المسرح الجهوي لبسكرة، ندوة صحفية، أمس، بفضاء المسرح الوطني، للحديث عن التفاصيل. البداية كانت مع مدير المسرح الجهوي لبسكرة أحمد خوصة، الذي قال إن المسرح الذي يديره حديث العهد، حيث نشأ بموجب مرسوم سنة 2014، ودخل حيز التفعيل سنة 2017، مضيفا أنه أنتج أربع مسرحيات، من بينها مسرحيتان للكبار، منها "مينة ونخلة"، وأخريان للصغار، وهما "القطة لؤلؤ" و«الكوكب العملاق". ونوّه المتحدث بحِرفية الطاقم، الذي اشتغل على هذه المسرحية، وعلى رأسهم المخرج محمد إسلام عباس، مؤكدا في السياق نفسه، عمل المسرح الجهوي لبسكرة، الذي توشك أشغاله أن تنتهي لتقديم أعمال أكثر، خاصة الموجهة للطفل، نظرا لأهمية هذه الشريحة في تشكيل مجتمع واع وقوي. كما أعلن عن تنظيم جولة لهذه المسرحية في الجنوب الشرقي للجزائر، وفقا للاتفاقية التي تجمع بين مسرح بسكرة والمؤسسات الثقافية بتلك الولايات (غرداية وورقلة وواد سوف وبسكرة) وهذا في العطلة الربيعية في انتظار تنظيم جولة أخرى في الشمال. أما الفنان فؤاد ومان الذي قام بتلحين الأغاني المقدمة في مسرحية "الكوكب العملاق"، فذكر أنه سبق له العمل مع أحمد خوصة ولكن ليس بصفته مديرا للمسرح الجهوي لبسكرة، علاوة على تعاونه مرتين مع المسرح الوطني الجزائري في "فرطوط والعسل" و«صديق البيئة"، مضيفا أنه حاول رفقة فريق العمل، تقديم عمل متجانس من جميع مضامينه. أما عن مشاركته في تنظيم الكاستينغ المخصص للعرض، فقال إنه شارك في اختيار ممثلين يملكون حس الإيقاع والقدرة على الغناء بشكل سليم. ومن جهته، تحدّث الفنان والمخرج محمد إسلام عباس، عن مسرحية "الكوكب العملاق" التي أخرجها وكتب نصها رشيد شبلي، فقال إنه عمل في مجال التمثيل والمساعدة في الإخراج ل 55 عملا، من بينها 14 خاصة بالأطفال، وهذا طيلة 23 سنة، مضيفا أن أربعة أعمال له وجدت نفسها أطروحات دكتوراة وماستر. كما أخذت الباحثة والمختصة في الفن الرابع الدكتورة جميلة زقاي، عملا له، وقدمته في أيام دراسية خاصة بالطفل وهذا بالشارقة، ونفس الشيء فعلته بدولة الكويت. واعتبر إسلام أن هذه التجربة "المتواضعة" في مجال المسرح الخاص للطفل، مكنته من معرفة ما يجب أن يتوفر في ما يخص هذه الأعمال وما لا يجب أن يكون، ليعيب على الكثيرين الذين يعتقدون أنهم يمارسون المسرح الخاص بالطفل، اعتمادهم على التهريج والثرثرة من دون مراعاة خصوصيات هذه المسرحيات الموجهة للنشء. وفي هذا السياق، تأسف عباس عن عدم وجود مسرحيات موجهة للطفل يمكن اعتبارها نموذجية في الجزائر، عكس ما يحدث بالنسبة للمسرحيات الموجهة للكبار، في حين أن المسرح بالنسبة للطفل هو فضاء يبهجه ويعلمه، كما أنه فن درامي وتمثيلي، يحمل قيما أخلاقية وتعليمية وتنفيسية، ونحن بحاجة ماسة إلى عصرنة الخطاب الموجه للطفل والارتقاء به. كما دعا بكل إلحاح، إلى إدراج المسرح في المنظومة التربوية، وتخصيص قسم خاص به، مشيرا إلى أن المسرح الوطني الجزائري ومن خلال إبرامه اتفاقية مع وزارة التربية الوطنية، كسب جمهورا من الأطفال، يقدم لمشاهدة العروض كل سبت وثلاثاء، إلا أنه يجب مراعاة ما يقدَّم لهذه الشريحة الغضة، التي لا تعرف النفاق، وبحاجة ماسة إلى من يغذّيها وليس من يسخر منها. أما عن الكاستينغ الخاص بمسرحية "الكوكب العملاق" فقال عباس إن مدير مسرح بسكرة، منحه البطاقة البيضاء لانتقاء الممثلين والطاقم الفني. واختار رفقة الطاقم ثمانية ممثلين من ضمن 37 طلب مشاركة في المسرحية، أغلبهم لم يمثلوا سابقا، لكن يعشقون المسرح كثيرا، مع التأكيد على ضرورة أن يحسن المشارك في العرض والتمثيل والغناء والرقص.