* email * facebook * twitter * linkedin يعيش مواطنو ولاية بومرداس هذه الأيام، حالة تأهب قصوى بسبب الخوف من تمدد فيروس كورونا، ويظهر ذلك من خلال التهافت الكبير على المساحات التجارية لاقتناء مختلف الحاجيات، مثلما لاحظته "المساء" أمس بالولاية، حيث كانت صورة متطابقة في دكاكين الخضر ومحطات الخدمات. يتابع الشارع المحلي ببومرداس مستجدات الوضع الخاص بفيروس كورونا المستجد، الذي طغى على أحاديث الناس، كما ظهر ذلك جليا في تصرفات وسلوكات الكثيرين، من خلال الإنزال غير المسبوق على المساحات التجارية ودكاكين الخضر، وحتى محطات الخدمات للتزود بالوقود، ففي جولة قادت "المساء" إلى بعض المساحات التجارية بأكبر أحياء بلدية بومرداس، لاحظت حركة غير عادية تطبع هذه المساحات، من خلال التوافد الكبير لمواطنين يتهافتون على مختلف السلع دون استثناء، لاسيما المواد الغذائية، كالعجائن وأكياس الدقيق، إلى جانب المطهرات، كأنواع الصابون والجافيل، أحدهم اقتنى أمام أعيننا 10 قارورات جافيل و5 دلاء صابون سائل من الحجم الكبير، بينما اقتنى آخر 6 علب حليب أطفال من الحجم الكبير، ووجدت إحداهن نفسها أمام رف يكاد يكون فارغا من أنواع الصابون والمطهرات، فوقفت تسأل نفسها، ما يمكنها شراؤه أمام رف متهالك والساعة حينها كانت تشير إلى منتصف النهار فقط!. الحركة كانت فعلا توحي بأن هناك خطب ما، فالناس كانت على عجلة من أمرها، خاصة أن مخزون بعض الرفوف كان لحظتها يشارف على النفاذ، ليس بالنسبة للمطهرات وأنواع الصابون فحسب، إنما أيضا بالنسبة للمواد الغذائية واسعة الاستهلاك، كالسكر والقهوة والدقيق والفرينة، إضافة إلى البقوليات والمعجنات وغيرها. حتى العمال في المساحات التجارية كانت تبدو حركتهم غير عادية، بالنظر إلى اضطرارهم إلى تزويد الرفوف في كل مرة، سألنا أحدهم فقال، إنهم اضطروا إلى تعزيز مخزونهم من المواد الغذائية والمطهرات من مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم خلال 48 ساعة الأخيرة، بعدما كانوا يزودونها مرتين في الأسبوع، مرجعا السبب إلى حالة الخوف العام من تمدد فيروس كورونا شديد العدوى إلى ولاية بومرداس.. هذه الصورة شبيهة بأخرى بمساحة تجارية كبرى في نفس البلدية، حيث لاحظنا غدوا ورواحا بين أجنحة المساحة، كما كان كل العمال يرتدون كمامات وقفازات وكانت الطوابير طويلة للدفع، وعلامات الإعياء بادية على الأعوان أمام الخزينة، حتى أنه تم اللجوء إلى الاستعانة بأعوان الأمن من أجل مد يد المساعدة أمام الخزينة لتسجيل بعض الانسيابية. أما بالسويقة وسط المدينة المعروفة بدكاكين الخضر والفواكه، فالحركة هي الأخرى كانت شبيهة إلى حد ما بالمساحات التجارية، حيث لاحظنا اصطفاف المستهلكين لاقتناء مختلف الخضر الموسمية التي كانت متوفرة بشكل معقول، أحد التجار أكد ل«المساء"، أنه في دكانه منذ الفجر، وقد أصابته الدهشة وهو يرى الزبائن يتوافدون منذ ساعات على مختلف الدكاكين لشراء الخضر، حتى أن أحدهم اشترى صندوقين من البطاطا وصندوقين آخرين من مختلف الخضر الموسمية الأخرى. وهو نفس ما ذهب إليه تاجر آخر بنفس السويقة، لما أكد ملاحظته لحركة غير عادية للمستهلكين وهم يتهافتون على شراء الخضر، لاسيما البطاطا، ولم يستغرب لهذا السلوك، بسبب التخوف من اتساع رقعة فيروس كورونا، بالتالي فإن المستهلكين بصدد التحضير لمواجهة أيام الحجر المنزلي.. هياكل طبية.. فارغة سجلت "المساء" بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية في بومرداس، زوال أول أمس، وضعا غير عادي، بالنظر إلى غياب شبه كلي للمرضى في قاعات الانتظار، حيث كانت تلك المخصصة للاستشارة في الطب العام فارغة تماما عند الزوال، في الوقت الذي كانت تعج بالمرضى في الأيام العادية، وسجلنا حضور أصحاب المآزر البيضاء فقط وهم يرتدون اللباس الواقي من كمامات ونظارات وقفازات، عملا بالتعليمات. حسب مصدر طبي من المؤسسة، فإن التخوف من عدوى كورونا، جعل المرضى يحجمون عن التردد على الهياكل الطبية، بما فيها الاستعجالات.. ارتفاع الإقبال على الجرائد في سيياق آخر، قال صاحب كشك لبيع الجرائد وسط مدينة بومرداس، إنه لاحظ ازدياد الإقبال على شراء الجرائد اليومية خلال الأسبوع الجاري، لتقصي التحاليل الإخبارية حول فيروس كورونا، ملفتا في دردشة مع "المساء"، إلى أن الصحف اليومية صارت تنفذ بسرعة عند الظهيرة، بفعل إقبال القراء عليها، خاصة أن كورونا يتصدر الصفحات الأولى لجل العناوين باللغتين العربية والفرنسية، مما يجذب أنظار القراء المهتمين..