ينتظر أن يشرع المبعوث الخاص الأممي إلى الصحراء الغربية الأمريكي كريستوفر روس نهاية الأسبوع الجاري في أول جولة إلى المنطقة لتحسس مواقف الأطراف المعنية بهذا النزاع ومحاولة الخروج بخلاصة يمكن اعتمادها في استراتيجية تعاطيه مع هذا الملف الشائك. وأكد أحمد بوخاري ممثل جبهة البوليزاريو في الأممالمتحدة أن زيارة روس إلى المنطقة تهدف إلى بعث مفاوضات السلام بين الجانبين المغربي والصحراوي على أمل التوصل إلى تسوية نهائية لهذا لنزاع الذي عمّر لأكثر من ثلاثة عقود كاملة. وحسب الدبلوماسي الصحراوي فإن روس يبدأ جولته بمحطة العاصمة المغربية الرباط قبل التوجه إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في منطقة تندوف لإجراء محادثات مماثلة مع الأمين العام لجبهة البوليزاريو محمد عبد العزيز يوم السبت القادم. وينتظر أن تشمل جولة الموفد الاممي الخاص إلى الصحراء الغربية زيارة إلى الجزائر ويختمها بمحطة العاصمة الموريتانية بصفتهما الدولتان الملاحظتان في هذا النزاع. وقال بوخاري أن جولة كريستوفر روس تهدف إلى تقييم الوضعية الراهنة لمسار التسوية قصد استئناف مفاوضات مانهاست. وكانت هذه المفاوضات التي رعتها الأممالمتحدة توقفت في منتصف الطريق شهر مارس من العام الماضي دون أن تحقق أي تقدم يذكر على مسار التسوية النهائية لنزاع الصحراء الغربية بعد أن اصطدمت بمنطق الرفض المغربي لكل فكرة ترمي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي. ووضعت الرباط فكرة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية بمثابة ورقة معرقلة لأية جهود دولية لإتمام مفاوضات مانهاست التي علق عليها الشعب الصحراوي وكل المجموعة الدولية كل آمالهم من اجل إنهاء آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. يذكر أن أمل الصحراويين علق من جديد على الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس لإذابة الجليد الذي علق بهذه المفاوضات التي انطلقت شهر جوان 2007 ولكنها توقفت في جولتها الرابعة في مارس من العام الماضي دون أن تتمكن حتى من استعادة الثقة المفقودة بين طرفي النزاع. وعمل الموفد الاممي السابق الهولندي بيتر فان فالسوم على تفجيرها بصفة نهائية بعد تصريحات نارية انحاز على إثرها إلى جانب الطروحات المغربية لأسباب بقيت خلفياتها مجهولة إلى حد الآن بعد أن زعم "أن استقلال الصحراء الغربية غير واقعي". والمفارقة أن الرباط لم تشأ قبول الموفد الاممي الجديد إلا بعد ثلاثة اشهر بعد الإعلان عن اسمه كمبعوث خاص جديد إلى المنطقة وحاولت الضغط بشتى الوسائل على الأمين العام الاممي لتغييره بشخصية دولية تتبنى طروحاتها ولكن أملها خاب بعد أن تمسك بان كي مون باختياره وأكد انه لن يغيره مهما حصل وفهمت السلطات المغربية حينها أنه لا خيار لها إلا القبول به وأعلنت قبولها بتعيينه بداية جانفي الماضي. وقال رئيس اتحاد الكتاب والصحافيين الصحراويين لكحل ماء العينين أن تعيين كريستوفر في هذا المنصب الحساس يؤكد التوجه الجديد للأمم المتحدة والإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس باراك اوباما في التعاطي مع النزاع في الصحراء الغربية في إشارة إلى أن تعامله مع الوضع سوف لن يكون بالضرورة وفق الرغبة المغربية. ورأت الرباط في الدبلوماسي الأمريكي صورة شبيهة بالموفد الأمريكي الخاص السابق جيمس بيكر الذي وضع خيارات عقلانية لإنهاء النزاع من خلال منح الصحراويين حكما ذاتيا موسعا لمدة خمس سنوات يخير الشعب الصحراوي بعدها بإجراء استفتاء لتقرير المصير أو البقاء تحت السيادة المغربية وهو الاقتراح الذي رفضته السلطات المغربية مما اضطره إلى تقديم استقالته بعد أن تأكد من استحالة مواصلة مهمته. ولكن جيمس بيكر الذي قاد الدبلوماسية الأمريكية لعدة سنوات شدد التأكيد على تحميل المغرب مسؤولية مباشرة في عرقلة كل المساعي الرامية إلى إنهاء النزاع. يذكر أن جولة كريستوفر تأتي في وقت تشهد فيه مخيمات اللاجئين الصحراويين تحضيرات مكثفة لإحياء الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان الجمهورية الصحراوية في السابع والعشرين فيفري سنة 1976 وأسابيع فقط قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية وانتظار تمديد عهدة البعثة الأممية إلى الصحراء الغربية "مينورسو" لمدة ستة اشهر اضافية.