تمكن الفيلم الوثائقي الجزائري “جميلة في زمن الحراك” للمخرج عبد الرحمن حراث من التتويج ونيل المرتبة الأولى في مسابقة الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير، التي عرفت مشاركة 10 أفلام تم انتقاءها من ضمن 386فيلما تقدم للمسابقة. فيلم “جميلة في زمن الحراك” يحاكي يوميات عجوز تدعى “جميلة” تعيش دون مأوى في أزقة وشوارع المدينة القديمة في عنابة والتي وجدت في الحراك الشعبي الذي جرى في الجزائر بمثابة متنفس حقيقي ومكان لتشفي غليلها، وقد تم تصوير الفيلم الوثائقي ومدته 7 دقائق و5 ثواني في شوارع “بلاص دارم” ومن قلب الحراك الشعبي أين تم تصوير مقاطع ل “جميلة” التي كشفت في الفيلم أنها خرجت إلى الشارع ضد الظلم والحقرة ومن أجل الأشخاص الذين لا يملكون عشاء ليلة مثلها، وتحدثت أيضا عن حياتها حيث كانت متزوجة وبعد وفاة زوجها طردتها زوجة والده ووجدت نفسها في الشارع، وأضافت أنها عانت الويلات طيلة 15 سنة من التشرد وأكدت أنها تصارع من أجل العيش وتقف في وجه المخاطر يوميا حيث تضطر في الكثير من الأحيان لقضاء ليلتها بالقرب من مراكز الشرطة لكي لا تتعرض لأي مكروه، وتحدثت بمرارة وحزن قائلة:”لا أملك أي أحلام وأصدقائي حاليا هم القطط والكلاب ولا أملك لا صاحب ولا حبيب” وتساءلت أيضا من سيحزن أو يبكي عند وفاتها، وتطرقت أيضا لحادثة مريرة وقعت لها حيث كانت تغني في التسعينات وتم اغتيال صديقاتها على يد الإرهاب في العشرية السوداء وهو ما أجبرها على الابتعاد عن مجال الغناء لكي تنجو بجلدها من الإرهاب، وقد نجح المخرج عبد الرحمان حراث في إنجاز هذا الفيلم الوثائقي وأوصل صوت “جميلة” إلى كل الجزائريين. للإشارة فإن مسابقة الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير هي مسابقة مخصصة للطلبة والناشئين تقام تحت إشراف قناة الجزيرة الوثائقية، وتنظم المسابقة بواسطة موقع الجزيرة الوثائقية، والهدف هو اكتشاف واحتضان أصحاب المواهب من الطلبة والناشئين باعتبارهم اللبنة الأساسية لمستقبل صناعة الفيلم الوثائقي في العالم العربي حيث نأمل أن تصبح هذه المسابقة علامة فارقة في مسيرتهم المهنية.وجوائز مسابقة الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير 2020: في الجائزة الأولى: 3 آلاف دولار، الجائزة الثانية: 2 آلاف دولار والجائزة الثالثة: ألف دولار، وتعد الموجة الجديدة من المخرجين مواهب لا يستهان بها، منحت للإبداع الجزائري وجها مشرفا للثقافة في الجزائر، خصوصا الناشطين منهم خارج الوطن، ولعل أمثلة مونيا مدور التي تتألق في مختلف المهرجانات بعواصم الغرب، في كل مناسبة، دليل على العبقرية التي تصنع الاستثناء في كل مرة، واحترافية هؤلاء الذين يتمنون أن يكرسوا إمكانياتهم في خدمة الفعل الثقافي المحلي إلا أن الالتفاتة إليهم لا يتكون دوما في مستوى طموحاتهم، وغالبا ما تكون العراقيل الإدارية.