يمثل الفيلم القصير “آسف” للمخرج عبد الرحمن حراث، الجزائر في مهرجان العالم العربي للفيلم التربوي في دورته الخامسة، والتي تحتضنها مدينة دار البيضاء المغربية في الفترة مابين 22 الى 29 ديسمبر الجاري، ضمن المنافسة الرسمية إلى جانب 14 فيلما من مختلف الدول العربية. فيلم “اسف” سبق له وأن شارك في عدة مهرجانات عربية ووطنية على غرار مشاركته في المسابقة الرسمية لفئة الأفلام القصيرة بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي وفاز خلالها بالجائزة الأولى ، كما حاز أيضا جائزة السعفة الفضية للفيلم القصير بسطيف وجائزة أحسن إخراج للأيام السينمائية بمستغانم. ويعد المخرج الشاب عبد الرحمن حراث، ممثل مسرحي قبل بداياته في عالم السينما، حيث كانت بداياته الأولى في مجال المسرح لينتقل بعدها للتمثيل في أحد أعمال المخرج الكبير لخضر حامينا، وكان طموحه أكبر من الوقوف خلف الكاميرا، ليقوم بإخراج فيلم "اسف"، والذي يروي أحداث أكتوبر 88، ويخرج الفيلم نوعا ما عن نمطيات الأفلام الكلاسيكية ويمزج بين الخيال والواقع، قصة الحب التي تجمع البطلة زينة بالبطل رامي، والتي تدهورت بعد أن دبر أحد أصدقاء رامي مكيدة لهما لتدور أحداث الفيلم حول رغبة البطلة زينة في الانتقام، في الوقت التي تظهر شخصية شهيناز، وهي الحب الجديد في حياة رامي. وقد تم تصوير الفيلم في مدينة عنابة، ودامت مدة التصوير سنة، وشارك في بطولة هذا الفيلم سعدي محمد زين الدين، وهو صاحب فكرة الفيلم والموسيقى التصويرية بديار نسرين وزروال نورهان، ومدة عرضه 102 دقيقة ومن إنتاج أوريكوم فيلم. وشارك في هذا الفيلم كوكبة من الشبان يستحقون كلهم التشجيع، على غرار مساعد المخرج قوبي محمد، ومدير التصوير لعيسوب إبراهيم بمساعدة مهدي حميدة. وتشترك في التمثيل في فيلم آسف، الممثلة القديرة بهية راشدي، رشيد بن علال وعامر لعكيشي. الفيلم يروي قصة أم لها ولدين أحدهما في الجيش، والثاني سلفي كلاهما يحب الوطن بطريقته، دائما في أجواء ما عاشته الجزائر من فترة التي تعد الأصعب في تاريخها. وكان مخرج الفيلم عبد الرحمن حراث صرح أنه بصدد إنجاز فيلم بعنوان اللباب الأسود، يروي حياة الشهيد بوزيد سعال عن جانب من أحداث الثامن ماي 45، وهوفيلم يمزج فيه بين الخيال حيث ينقل فيه البطل في سفر عبر الزمن، ما يجعل هذا العمل يخرج عن نمط السرد الكلاسيكي، إضافة الى فيلم آخر يحمل عنوان مرت خويا، والذي يتناول قصة خداع أخ لأخيه رفقة زوجته، وكذا تسليط الضوء على مرض جنون العظمة وانعكاسه على المجتمع. كما كان قد كشف المخرج الشاب على هامش فعاليات مهرجان عنابة المتوسطي، عن طموحه في المشاركة ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي.