* email * facebook * twitter * linkedin تجدّدت معاناة أزيد من 57 عاملا يزاولون مختلف المهن والأعمال المرتبطة بتربية الخيول بمختلف أصنافها، حيث لم يتلقوا أجورهم منذ أربعة أشهر، فيما لا زالت الآمال تراودهم بتحسين وضعيتهم شريطة أن تتدخل مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لإيجاد حلول استعجالية لإنقاذ مركز تربية الخيول شاوشاوة تيارت الذي يعتبر أقدم مركز وطني وقاري. يعود تاريخ إنشاء المركز إلى سنة 1877م، ويعتبر موروثا تاريخيا للمنطقة والوطن ككل، خاصة وأنّه متخصّص في تربية وتنمية مختلف أصناف الخيول من العربية الأصيلة، البربرية والهجينة، وعن الواقع الحالي، فإنّ المشكل حسب بعض العمال والمختصين في المجال، يرجع بالأساس إلى سوء التسيير بصفة عامة وغياب آليات المراقبة والردع، حيث امتنعت شركة سباق الخيول الملزمة بدفع تسعة بالمائة من مداخيل تنظيم التظاهرات الخاصة بالفرس، منذ سنة 2014، ما خلق حالة من اللاتوازن المالي بالمركز وجعله غير قادر على تسديد أجور عماله لمدة أربعة أشهر، وقد تطول المدة في غياب بوادر حلها أمام الصمت المعلن من عدة هيئات والجهات المخولة لها قانونا التدخل. يضاف إلى ذلك، مشكل استغلال الأراضي الفلاحية التي يمتلكها المركز والمقدرة ب700 هكتار مخصّصة للقمح الصلب والخرطال، التي قد تكون كفيلة بحلّ الأزمة المالية التي يعيشها المركز منذ سنوات، خاصة وأن المبالغ المالية الكبيرة التي تدخل المركز جراء بيع المحاصيل الفلاحية لتعاونيات الحبوب، قد تساهم في تسيير المركز في ظروف مريحة فيما يتعلق بتوفير العلف وكل وسائل وإمكانيات تربية وتنمية الخيول، وكذا تسديد كل النفقات الأخرى بما فيها أجور العمال الذين يعانون كثيرا. فأغلب العمال يعيلون عائلات تعاني منذ أربعة أشهر متتالية، وللتأكيد أنّ الأمر يتعلق بالتسيير بشكل عام، قال بعض العمال والمختصين في مجال تربية الخيول ل"المساء" إنّ، مركز شاوشاوة يسير نحو الإفلاس بدليل الديون المتراكمة عليه من البنوك التي تجاوزت 11 مليار سنتيم ونفس المبلغ لمصالح الضمان الاجتماعي تمثل اشتراكات المركز والعمال. كما طرح بعض العمال مشكل تهيئة المستودعات والإسطبلات التي وصفوها بالكارثية ناهيك عن استغلال جزء من الأراضي الفلاحية التابعة للمركز من قبل أحد الخواص وكأنها ملك خاص، يضاف لها بعض السلوكيات منها إدخال خيول الخواص وتربيتها داخل المركز دون دفع مصاريفها، ما عاد بالخسارة في الجانب المالي على مركز شاوشاوة لتربية وتنمية الخيول، الذي يضم حاليا أكثر من 230 حصانا بين العربي الأصيل، البربري والهجين، ما جعل 57 عاملا يطلقون نداء استغاثة لوزير الفلاحة والتنمية الريفية للتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فيما أكدوا في هذا الصدد أن مصير مركز تربية الخيول يسير نحو المجهول، إذا بقيت الأمور على حالها ما يتطلب التدخل العاجل والسريع لوزير الفلاحة والتنمية الريفية.