أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، عبد القادر بوعزغي، أمس، فتح باب النقاش مع إطارات القطاع من أجل تنظيم شعبة تربية الخيول، مع النظر في العراقيل التي يعاني منها المربون والاتفاق على برنامج وطني لحماية السلالات المحلية، على غرار الحصان البربري والعربي الأصيل، مشيرا إلى أن المشاورات ستنتهي بتنصيب مجلس مهني مشترك لشعبة تربية الخيول، يسهم في إشراك كل المربين والفاعلين في الشعبة في تنظيم هذا النشاط الذي يحصي اليوم أكثر من 46 ألف رأس. واعتبر الوزير خلال زيارته للمركز العمومي لتربية الخيول بتيارت، عدد رؤوس الخيول التي تم إحصاؤها من طرف المركز الوطني لتربية الخيول والإبل، «قليل جدا» مقارنة بالإمكانيات المتاحة والتطلعات المعبر عنها من قبل القطاع، لذلك قررت الحكومة، حسبه، مواصلة دعم مربي الخيول بداية من مرحلة ولادة المهر، مع توفير الأعلاف، ودعم كل المزارع التي تسعي لترقية هذه الشعبة». وتنفيذا لتوصيات رئيس الجمهورية، المتعقلة بهيكلة قطاع الفلاحة، كشف الوزير عن مساعي قطاعه لجمع المربيين وكل الفاعلين في الشعبة في مجلس الوطني متعدد المهن للخيل، وذلك بعد تأسيس اللجان المحلية على مستوى كل الولايات لجرد عدد المهنيين والاطلاع على واقع نشاط تربية الخيول، خاصة السلالات المحلية التي تعاني اليوم من انخفاض مستمر في العدد من سنة إلى أخرى. أما فيما يخص المزارع المتخصصة في تربية الخيول ذات السلالات المحلية التابعة للقطاع العمومي بولاتي تيارت ووهران، فقد جدد الوزير التزام القطاع بتوفير كل الدعم المالي والتقني لها لتكون في المستوى المطلوب، مشيرا إلى أن مصالحه ستفتح باب التشاور مع كل الخبراء والمهنيين لتحديد الإطار الأحسن الذي يسمح بتكاثر الحصان البربري والعربي الأصيل والبربري -الانجليزي. على صعيد آخر، أكد بوعزغي دعم القطاع لمخابر المركز الوطني للتلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي بغرض الرفع من عدد عمليات التلقيح الاصطناعي وعدد الجينات المخزنة بالبنك الوطني للجينات الوراثية، الذي يضم اليوم أكثر من 300 جينة لخيول جزائرية أصيلة، مشيرا إلى أن المجلس الوطني متعدد المهن لمربي الخيول، سيعمل مستقبلا على حث المربين على اللجوء الى التلقيح الاصطناعي لضمان حماية السلالة وتكاثرها. كما طمأن الوزير المربين بتنفيذ خريطة طريق تسهر حاليا الوزارة على تطبيقها، وتهدف إلى إشراك كل المربين والجمعيات التي تعنى بمجال تربية الخيول في تنظيم وتسيير النشاط، مشيرا إلى أنه سيتم في لقاء يجمع الأسابيع المقبلة إطارات الوزارة تحديد الميكانيزمات الأولية لتنظيم الشعبة، من خلال التركز على التحسيس والإرشاد والمرافقة. خيول أصيلة تهرب من الجزائر مقابل خيول هجينة للسباقات في سياق متصل، كشف المفتش العام بملحقة المركز الوطني للتلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي، حلوز فاغولي في تصريح ل»المساء» أن عدد رؤوس الخيول من سلالتي العربي الأصيل والبربري بالجزائر لا تزيد عن 18 ألف رأس من أصل أكثر من 46 ألف رأس خيل، منها 6 آلاف خيل يتم حاليا تربيتها بالمزارع التابعة لمراكز تربية الخيول والإبل. وأرجع المتحدث سبب انخفاض عدد رؤوس الخيول ذات السلالات المحلية إلى ارتفاع حالات تهريب الخيول لضمان الربح بسبب سحبها من مضامير السباقات، بالإضافة إلى تجميد المنحة التي كانت تخصصها الدولة للمربين، والتي كانت تقدر ب50 ألف دينار لكل مهر من السلالات المحلية و20 ألف دينار لباقي السلالات الهجينة. وإذ توقع المتحدث عودة المربين لتربية الخيول العربية الأصيلة بعد إعادة إطلاق برنامج «البصمة الوراثية» لكل الخيول التى تشارك اليوم في سباقات الخيول المعتمدة، أشار الى أن عدد الولادات وسط المربين هذه السنة ارتفعت إلى 800 ولادة مقابل 600 ولادة خلال السنة الفارطة، غير أن المصرح بهم لا يزيد عددهم عن 200 ولادة، معربا عن أسفه لظاهرة تهريب الخيول الأصيلة من الجزائر إلى دول الجوار، مقابل إدخال سلالات هجينة لاستعمالها في سباقات الخيل.