يبقى المركز الوطني لتربية الخيول شاوشاوى الواقع بعاصمة الولاية على بعد 04 كلم الوحيد المتخصص في تربية الخيول إذ يضم حاليا 280 حصان منها 60% عربي و30% بربري وكذلك خيول انجليزية مع العلم أن المركز تأسس في 1877 أي خلال الفترة الاستعمارية. وما أفاد به مدير المركز السيد بن عبد المومن محمد سعيد أنه حاليا لا يوجد أي تمويل من قبل الدولة معترفا بعجز كبير في بيع الخيول ومداخيل المركز ترتكز فقط على بيع المحصول الفلاحي من القمح على مساحة تقدر ب700 هكتار ويشتغل حاليا بالمركز 60 عاملا غير أن تربية الخيول الموجهة للسباقات والرهانات يتطلب صرف أكثر من 03,5 مليار سنتيم من الأعلاف أي أن الخيل الواحد يستهلك خلال عام 20 ألف من بوطة التبن و4 آلاف قنطار من الشعير أي بمبلغ مالي يقدر ب400 مليون سنتيم وما يقابله مداخيل المركز من إنتاج القمح لا تتجاوز 01 مليار سنتيم مما يبرر ذلك العجز الكبير الذي يعانيه مركز تربية الخيول الان. من يتحكم في سوق بيع الأحصنة ؟ ومن جهة ثانية فقد أكد مدير المركز أن تربية الخيل الموجه لمضامير السباقات يتطلب 03 سنوات لكن المشكل أنه من يتقدم لشراء الخيل يقدم أقل سعر وهذا لأسباب موضوعية فحاليا الخيل العربي الأصيل يتم تربيته بالولايات المتحدةالأمريكية ثم تأتي البرازيل عن طريق ما يعرف بالتهجين فهذه الخيول الآن تعتبر عربية أصيلة وكذلك الخيول المستوردة من أوروبا والموجهة للسباق والتي يتم جلبها من فرنسا هي الخرى دخلت في منافسة الحصان العربي الأصيل لغياب التصنيف وهو الآن مطلوبا ويجب على السلطات المعنية ان تراعي ذلك حفاظا على ما أسماه مدير المركز بالمنتوج الوطني حتى أن الخيل البربري أصبح يستورد من البرازيل وألمانيا وإيطاليا. وبالمقابل أيضا فقد اعتبر محدثنا أن تربية الخيول بفرنسا توفر 05 الف منصب شغل واليابان هي الأخرى يوفر لها مداخيل تقدر ب40 مليار دولار أما سعر الحصن العربي الأصيل بالجزائر وبعد مرور 03 سنوات من تربيته يباع فقط ب50 مليون سنتيم بينما صرفت عليه خلال هذه الفترة 80 مليون سنتيم اي ان بيع الخيل العربي الأصيل يخضع لشروط دقيقة منها الوثائق الخاصة بالحصان من التاريخ الوراثي للخيل وكذا المهم وسلامة القوائم الأربعة وهذه الأمور التقنية حاليا تتحكم في السعر والمشكل الذي يطرح أيضا هو غياب مدارس مختصة في إعادة تأهيل بياطرة في تربية الخيل وكذا الحداد الذي يعرف ب"الماريشال" لذا يجب على الدولة الان أن توفر كامل الإمكانيات للذهاب بعيدا في تربية الخيول بالجزائر فيما تتوفر حاليا عبر العالم الجزائر على سلالات للخيل العربي الأصيل منذ 1923 وكذا سلالة نادرة لحصان باسم فحاح وقد تلقى المركز عدة مراسلات من أمريكاوفرنسا قصد إفادتهم اكثر بمعلومات أكثر حول هذه السلالات التي لا توجد عبر العالم إلا بمركز شاوشاوى. وقد صنف مركز تربية الخيول كتراث وطني ولكن ما زال يعاني من عدة نقائص كمسبح من المفروض أن يكون على مسافة 100 متر وينجز حسب النمط الدولي للتحضير الجسدي كما أن السباقات للفروسية والمضامير لم تلعب هي دورها في دعم أكثر للحصان فقد اعتبر ذات المسؤول أن الدولة الجزائرية مبنية منذ القدم على الحصان فهو يعبر عن أصالة وتاريخ الجزائر ولابد من الحفاظ عليه هذا التراث معترفا أيضا أن تربية الخيول ليست الآن بالأولوية في التنمية الوطنية بل هي تمثل تاريخ عريق يجب الحفاظ عليه أكثر ولا يتأتى إلا بتضافر الجهود ودعم هذا المركز الذي كان في وقت سابق مصنفا الأول على المستوى الإفريقي ويجب الآن إعادة الاعتبار له. وقد أبرم المركز عدة اتفاقيات مع الصناعة التقليدية لتكوين الحداد ومعاهد طبية متخصصة لعلاج مرض التوحد لدى الأطفال أي يمكن للمريض وخلال تعامله مع الحصان يمكن أن يتماثل للشفاء ولو بنسب مئوية متقدمة ويفكر المركز حاليا في مشروع سياحي كبير أطلق عليه اسم السياحة الجبلية وهذا باستعمال الخيول يمكن أن تجلب السياح الأجانب وفعلا فخلال زيارة لسياح فرنسيين انبهروا كثيرا لجمال الخيول العربية الأصيلة وكذا المناظر الطبيعية الخلابة المتواجدة بمنطقة تيارت وعلى زارة السياحة أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار لتطوير والحفاظ على المركز وتربية الخيول. الحصان" واصل " هدية للكارل ديستان و " خير " لساركوزي الحصان مازافرانو شيراق هما أحسن حصانان بربريان على مستوى المركز والخيل المسمى لنج بربري فاز بعدة مسابقات للخيول دون أن ننسى حسبما ذكره محدثنا أن الرئيس الفرنسي جيل كارل ديستان سلم له الحصان "واصل" كهدية والرئيس السابق كذلك ساركوزي سلم له حصان "خير" أما الرئيس الحالي الفرنسي فرانسوا هولاند فسلم له الحصانين "سامي وساجدة. على كل فإن تربية الخيول تتطلب توفير الإمكانيات فالمستوردة الآن تنافس المحليوالتصنيف من ورائه الحفاظ على الخيل العربي الأصيل إما بالوطن أو خارجه فيما تبقى سباقات الخيول في الجزائر أيضا ضعيفة المستوى لنقص الاحترافية والمهنية فثقافة سباق الخيول ما زالت بعيدة المنال.