* email * facebook * twitter * linkedin وصل وزير الخارجية التركي مولود شاويش اغلو، أمس، إلى العاصمة طرابلس في زيارة مفاجئة إلى ليبيا رفقة وزير المالية، بيرات البايراك ورئيس جهاز المخابرات حقان فيدان ضمن أولى زيارة لمسؤولين أتراك على هذا المستوى، منذ شن اللواء خليفة حفتر هجومه ضد القوات الحكومية شهر أفريل من العام الماضي وقالت الحكومة الليبية إن المسؤولين الأتراك التقوا برئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج الذي بحث معهم آخر تطورات الازمة الليبية و"الجهود الدولية" المبذولة لتسويتها. وتزامنت هذه الزيارة مع تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي أكد أن بلاده ترحب بكل مسعى تقوم به الولاياتالمتحدة لفرض ثقلها الدبلوماسي على أطراف النزاع في ليبيا بهدف دعم مساعي وقف القتال وإطلاق عملية سياسية في هذا البلد. وجاء الموقف الروسي ردا على الدعوة التي وجهها وزير الخارجية التركي، قبل يومين باتجاه الإدارة الأمريكية من أجل تفعيل دورها قصد التوصل إلى تسوية سياسية للازمة الليبية. وقال لافروف إذا نجحت الولاياتالمتحدة في استخدام نفوذها على أطراف النزاع الليبي بهدف دعم جهود روسيا وغيرها من اللاعبين الخارجيين الذين يدعون إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، فإنني أعتقد أن هذا الأمر سيكون إيجابيا جدا. وأيد رئيس الدبلوماسية الروسي كل تحرك أمريكي رغم اعترافه بأنه لا يعرف ماهية الخطوات التي بإمكان الولاياتالمتحدة القيام بها لدفع مسار التسوية الليبية إلى الأمام، لافتا إلى أن الولاياتالمتحدة. وشكل هذا أكبر اصطفاف روسي وراء الموقف الأمريكي بعد أن كانت موسكو تقف كأكبر داعم للواء، خليفة حفتر في حربه ضد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. ويكون إلقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بكل ثقله الدبلوماسي في معادلة الحرب في ليبيا هي التي جعلت السلطات الروسية تعيد تكييف مواقفها بكيفية راعت فيها مصالحها وخاصة بعد تقهقر قوات، خليفة حفتر التي جعلت منه ورقتها الرابحة في ليبيا وأيضا لبعد أن ادركت انه لا يمكنها مقارعة واشنطن على الجبهتين السورية والليبية في آن واحد. واعتبر الموقف الروسي أيضا بمثابة تنصل من المبادرة المصرية التي جعلت من زعيم الحرب الليبي، محور المفاوضات قصد التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار مع حكومة الوفاق الوطني والذي حاول اللعب في الوقت الضائع للبقاء في واجهة المعادلة الليبية وهو الذي أصر في كثير من المرات على رفض كل مسعى سياسي لوقف إراقة الدماء في بلاده. وشكلت المكالمة الهاتفية التي تمت الأسبوع الماضي بين الرئيسين الأمريكي والتركي حول الازمة الليبية مباشرة بعد إعلان القاهرة على مبادرتها وتأكيد تمسكهما بمخرجات ندوة برلين وعلى الدور الأممي في إنهاء الحرب الليبية وما تلاها من تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بضرورة حلحلة الوضع في ليبيا، أكبر تحول في الموقف الأمريكي تجاه تداعيات هذه الأزمة وأكدت على ميلاد محور واشنطنأنقرة في حسم الموقف العسكري في ليبيا بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وتسبب التقارب الأمريكي التركي في ردود فعل فرنسية قوية رافضة لكل محاولة لتهميشها في إعادة رسم اللعبة في ليبيا وهي التي عملت منذ عهد الرئيس، نيكولا ساكوزي كل ما في وسعها لأن تكون القوة المنتفعة الأولى من تداعيات الإطاحة بالنظام الليبي السابق ولكنها بدأت تجد نفسها خارج دائرة التأثير المباشرة بعد دخول روسيا وألمانيا وإيطاليا ثم الولاياتالمتحدة وحتى تركيا في قائمة المؤثرين في تحديد مستقبل الحل السياسي في ليبيا. وهو ما يفسر حدة اللهجة التي استخدمتها الخارجية التركية أمس في الرد على تهديدات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ضد ما أسماه ب"التدخل العسكري التركي غير المقبول" إلى جانب حكومة الوفاق الوطني.. واتهمت الخارجية التركية، باريس بمسؤوليتها المباشرة في تأخير التوصل إلى تسوية سياسية للحرب وتحقيق السلام في ليبيا بسبب وقوفها إلى جانب اللواء خليفة حفتر وعمقت معاناة الشعب الليبي.