أكد مدير وكالة إنجاز مسجد الجزائر السيد محمد لخضر علوي أمس على أهمية استعمال تقنية النظام العازل للزلازل في بناء المسجد كونها تخفض قوة الزلزال وشدته بحوالي50 بالمئة، خاصة أن المسجد سينجز بمنطقة ذات نشاط زلزالي بخليج العاصمة على مساحة20 هكتارا بالإضافة إلى طول منارته الذي يصل إلى 300 متر. وأوضح السيد علوي خلال افتتاح الأيام الدراسية حول "الأنظمة العازلة للزلازل" المنظمة بنادي الجيش الوطني الشعبي أن اللجوء إلى الخبرة الدولية والوطنية لاستعمال تقنية جديدة في بناء مسجد الجزائر فرضتها نوعية المشروع الضخم الذي يضم عدة مرافق، وتحقيق النوعية والدقة في الانجاز لتقليص الأضرار في حالة حدوث زلزال خاصة أن التقنية الجديدة التي شرعت الجزائر في استعمالها مؤخرا معروفة عالميا بايجابياتها. وفي السياق ذكر المتحدث على هامش اللقاء بالخطوات التي مر بها مشروع مسجد الجزائر قبل الوصول إلى البحث عن تقنية جديدة لتجسيده ميدانيا بالاعتماد على خبراء من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ألمانيا، تركيا واليابان ومناقشة تقنية النظام العازل للزلازل وإمكانية تطبيقه ليكون ثاني مشروع يستفيد من هذه التقنية بعد مقر هيئة المراقبة التقنية للبناء للشلف بولاية عين الدفلى. وقد رفض المتحدث إعطاء تاريخ محدد لبداية أشغال انجاز المسجد معتبرا ما تم إلى حد الآن من خطوات تحضيرية كجزء من عملية الانجاز التي سبق وأن أعلن أن الشروع فيها سيكون بداية مارس المقبل، مشيرا إلى أن المشروع يحتاج إلى كثير من الوقت بالنظر إلى أن الدراسة الخاصة به تحتوي على 400 إلى500 ألف وثيقة. من جهته أكد المدير العام لهيئة المراقبة التقنية للبناء بالشلف السيد عزوز حميد على أهمية النظام العازل للزلازل في تقليص حجم الخسائر التي تخلفها الهزات القوية وضرورة استعماله أثناء انجاز مشاريع كبرى حتى لا تكون معرضة للمخاطر، مشيرا إلى أن 142مسجدا تضرر بولاية الجزائر فقط في زلزال بومرداس سنة 2003 معلنا عن إستعمال هذه التقنية في عدة مشاريع ومنشآت كبرى منها مديرية هيئة المراقبة التقنية للبناء بالعاصمة ومشروع آخر في تيبازة، مستشفى في عين الدفلى وآخر في بومرداس، مراكز للحماية المدنية إلى جانب مقر"سي تي سي" الشلف بعين الدفلى الذي انتهت به الأشغال في افريل الماضي في انتظار تدشينه. وفي عرض حول "النطاق الزلزالي لمنطقة الجزائر" أثنى مدير مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء السيد شاوش عبد الكريم يلس على الخطوات التي قطعتها الجزائر في بحثها عن استعمال التقنية الحديثة لمقاومة الزلازل قبل شروعها في انجاز المسجد بشمال الجزائر الذي تسجل به خمسين هزة ارتدادية في الشهر منها 95 بالمئة لا نحس بها لأن قوتها اقل من ثلاثة بالمائة. وفي هذا السياق نبه المتحدث إلى أن مختلف الهياكل النشطة للمركز أكدت أن العاصمة وضواحيها وكذا مناطق ساحلية أخرى من الوطن تقع في منطقة ذات نشاط زلزالي عال وصنفت في"المنطقة الثالثة"، وانه يمكن حدوث زلازل هامة رغم أن النشاط الزلزالي يبقى معتدلا، مما يؤكد حسبه أهمية تحديد هذه المناطق ودراسة جيدة للأرضية واعتماد أنظمة فعالة للبناء ومخططات للتهيئة والأخذ بعين الاعتبار خصوصية المنطقة لتقليص المخاطر على مستوى العاصمة خاصة فيما يتعلق بمشروع مسجد الجزائر ومنارته التي يجب إعطاءها كل الأهمية بالنظر إلى منارته العالية ذات 300 متر.