سينجز جامع الجزائر بآخر التقنيات المقاومة للزلازل التي تستعمل في أكثر البلدان تقدما لإنجاز البنايات ذات الطابع الاستراتيجي، وسيستهلك ميزانية تفوق 3 ملايير دولار، خاصة أنه سينجز ليدوم لأجيال متعاقبة، حيث سيكون مركبا حضاريا وجامعا مفتوحا للزوار، بما فيهم غير المسلمين. * * * تقنيات دولية عالية لحماية المشروع من خطر الزلازل * وأكد مدير الوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر وتسييره محمد لخضر علوي أمس، في افتتاح الأيام الدراسية حول "الأنظمة العازلة للزلازل" بنادي الجيش ببني مسوس على ضرورة ضبط المفاهيم وعدم الخلط في تسمية جامع الجزائر بالمسجد، لأنه مركب حضاري وقطب ثقافي سيهيكل العاصمة الجزائرية ويتعدى كونه مسجدا للصلاة إلى جامع يضم مختلف العلوم والفنون. * وعليه سيكون الجامع أكبر مشروع حضاري تنجزه الجزائر الحديثة، وسيؤرخ لتاريخها القديم والحديث في طابع مغاربي معاصر، وسيكون في الوقت نفسه قطبا سياحيا يستقطب الزوار من الجزائريين والأجانب، بما فيهم غير المسلمين، حيث يضم هيكله الهندسي 4 مربعات تكون 3 منها مفتوحة للزوار وطنيين وأجانب ولن يخصص للصلاة إلا مربع واحد يكون قاعة عملاقة للصلاة تتسع ل 120 ألف مصلي. * ولتلك الأسباب ولبُعد المشروع الحضاري سينجز الجامع بتقنيات حديثة متطورة في مقاومة الزلازل تستعمل في الولاياتالمتحدة واليابان لحماية المباني الاستراتيجية، خاصة فيما تعلق بالمنارة التي ستكون لوحدها "طفرة" في مجال الهندسة المعمارية الحديثة ببلوغ علو 300 م عن سطح الأرض وخمس طوابق بخمس مستويات لكل منها، وهو علو يعرض البناء لجميع أنواع المخاطر أولها الزلازل، خاصة وأن الجزائر العاصمة صنفت منطقة زلزالية من الدرجة الثالثة، أي عالية النشاط والخطورة. * وحسب ما أسره خبراء جزائريون من لجنة متابعة إنجاز الجامع، فإن المشروع يكلف ميزانية لا تقل عن 3 ملايير دولار نظرا لشساعته وحتمية تهيئة المحيط الدائر به والذي يتعدى الطريق السريع الجزائر - الدارالبيضاء ليبلغ الواجهة البحرية للجزائر، خاصة مع استعمال التقنيات الحديثة التي تتطلب كلها أموالا ضخمة لإنجاز الجامع بمواصفات عالية. * وحسب ما أكده مدير وكالة إنجاز الجامع العلوي، فإن استعمال الأنظمة العازلة للزلازل سيخفض خطر الزلازل على هذه المباني بنسبة 50 بالمائة، وهي تقنيات تم استعمالها على سبيل التجريب من قبل مركز المراقبة التقنية للزلازل بالشلف الذي أنجز مقره بعين الدفلى وفق هذا النظام، مثلما شرحه مديره العام السيد حميد عزوز أمام الخبراء من مختلف الجنسيات. * أما مدير مركز الجيوفيزياء ببوزريعة عبد الكريم يلس، فأكد على الطابع الزلزالي لمنطقة الجزائر الواقعة في حوض متيجة وتصنيفها من الدرجة الثالثة، وقد استدل بزلزال بومرداس سنة 2003، ليثير انتباه المختصين للاحتراس من الخطر الزلزالي القادم من أعالي البحار، خاصة وأن الجامع يقع على خليج الجزائر غير بعيد عن شاطئ البحر. * ويستمر النقاش على مدى 3 أيام بين الخبراء الأجانب، من الولاياتالمتحدة واليابان وألمانيا، والجزائريين لأخذ أحسن التقنيات وأنجعها لمشروع جامع الجزائر، لتوسيع الاستشارة التقنية من المستوى الدولي العالي جدا، خاصة وأن المشروع يوجد في مرحلة تهيئة الأرضية.