أعلن السيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني، عن تدابير جديدة وحركة تغيير واسعة في صفوف الأمن الوطني خلال الأسابيع القادمة، وذلك خلال لقائه أول أمس، بإطارات سامية وكبار ضباط الأمن لولاية الجزائر بمناسبة تقديم تهاني عيد الأضحى المبارك بالجمهرة الثامنة لوحدات الجمهورية بالقبة· وحملت كلمة المدير العام للأمن الوطني المتسمة بالصرامة نقلتها جريدة المجاهد، الوعيد بتطبيق إجراءات ردعية ضد التسيب الذي قد يصدر من أي عنصر أمني مهما كانت رتبته، مؤكدا على ضرورة التحلي باليقظة حيث خاطبهم قائلا:"يجب أن تكونوا يقظين وجد يقظين بمستوى المهمة الموكلة لكم"· ولم يكتف السيد تونسي بذلك بل قال أن المديرية العامة للأمن الوطني اتخذت قرارا بإعادة تقييم قدرات الإطارات من منطلق "أننا في مواجهة عدو لا يتراجع أمام أي شيء للتعريف بنفسه حتى ان اقتضى ذلك قتل الأبرياء بدون استثناء وسواء كانوا نساء أو رجالا أو أطفالا"، مضيفا "أن هذا العدو لن يواجهه سوى القادرون على تحمل عبء المواجهة والمسؤولية من رجالنا"· وقصد إعطاء تصريحاته بُعدا عمليا أوضح المدير العام للأمن الوطني، أن كل من يعجز عن حمل هذا التحدي في إطار نظام التقييم الجديد سيتم توجيهه إلى مناصب أخرى، مضيفا في السياق أنه لا يمكن التغاضي عن عدم قدرة البعض على تسيير الأزمات والأوضاع الصعبة في الظرف الحالي· وعليه أكد أن التجند ينبغي أن يكون شاملا وثابتا وأنه سيتعامل بحزم مع كل من يخرق هذه القاعدة من منطلق أن كل نقص في اليقظة ستتحمله الإطارات باعتبارها معنية بنظام تقييم دقيق، وأن الإجراءات الردعية ستتخذ حسب الحالات، فكل تهاون سيكلف حياة المواطنين الذين يفترض أن تسهر مصالح الأمن على سلامتهم· وبعد أن أشاد بالعاملين على وضع وتطوير نظام أمني مستديم في إطار مكافحة الإرهاب، دعا المدير العام للأمن الوطني إلى المزيد من التجند الدائم لإجتثاث جذور العنف، مذكرا بالدعم الثابت والتضامن الذي تحظى به مؤسسة الشرطة من قبل مختلف فئات الشعب، مما ساهم في عزل المجموعات الإجرامية قائلا في هذا الصدد:" أؤكد لكم بأن الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن تمكنوا من القضاء على مجموعات خطيرة تضم العديد من الأمراء كانت تنشط بوسط البلاد وتلقت ضربات موجعة"· وأشار إلى أن الاعتداءات الأخيرة كانت تهدف أساسا إلى فك الخناق المفروض على الجماعات الإرهابية في الجبال من قبل مصالح الأمن· وفي حين ذكر السيد تونسي بأن الشعب قد عبّر عن استنكاره للاعتداءين الأخيريين والأعمال الإجرامية والإرهابية، دعا عناصر الأمن إلى استغلال هذا الاستنكار بشكل جيد وفعّال من منطلق أن ذلك "سيسهل عملنا في تأمين مختلف جهات الوطن"· وتجدر الإشارة إلى أنه سبق للمدير العام للأمن الوطني أن أكد على هامش الاحتفال بيوم الشرطة العربية بأنه سيتم تطبيق مخطط أمني جديد أكثر صرامة وسرية عن سابقيه بالعاصمة لحماية الأشخاص والممتلكات وكذا لمواجهة العمليات الانتحارية، وذلك إثر الاعتداءين الإرهابيين اللذين استهدفا الجزائر العاصمة في 11 ديسمبر الماضي· وإذ طالب بوضع الثقة التامة في مصالح الأمن الوطني وعدم التشكيك في قدراتها، فقد أكد أنه تم تدعيم مصالح الأمن بكل الإمكانيات لمواجهة أي عملية إرهابية، غير أنه أكد أن اليقظة أهم عامل لتفادي مثل هذه الكوارث والوقوف في وجه أي تدخل إرهابي، كما سبق لرئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم أن أشار إلى أنه سيتم تعزيز الإجراءات الأمنية بالعاصمة من خلال مخططات جديدة ودعم مادي وبشري دون الكشف عن تفاصيل ذلك·