* email * facebook * twitter * linkedin أكد المحلل السياسي، موسى بودهان في تصريح ل«المساء"، أن تصريحات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، للقناة الفرنسية "فرانس 24" ، حددت معالم التعاون الجزائري الفرنسي، من خلال وضعه في سياقه الصحيح "المبني على التعاون وليس التنازل"، والمعزز بشراكة مستقبلية تفتحها زيارات الدولة المتبادلة لرئيسي البلدين، متى توفرت الشروط، مع تكريس استمرارية مسعى معالجة ملف الذاكرة الوطنية الذي يعد مطلبا شعبيا لا يسقط بالتقادم، من خلال التأكيد على فكرة "ترقب الجزائر لاعتذار باريس عن جرائمها الاستعمارية" بعد أن بادر بعض المسؤولين بذلك بشكل منفصل. ويرى المحلل السياسي، أن تصريحات رئيس الجمهورية المرتبطة بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، تعكس الثقة الكبيرة التي تدير بها الدبلوماسية الجزائرية ملفات التعاون الثنائي مع باريس والنظرة الجديدة التي تحملها الجزائر اتجاه فرنسا، مشيرا إلى أن هذه النظرة قائمة على "أولوية المصالح الوطنية وليس التنازلات التي كانت من ممارسات الماضي، وغيّرها الحراك الشعبي". ويعتقد محدثنا أن حديث الرئيس تبون عن عودة العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى طبيعتها والكشف عن إمكانية تنظيم زيارتي دولة لكلا الرئيسين إلى فرنساوالجزائر، يبرز تمسك كلا الطرفين بالمصالح المشتركة التي تجمعهما، مضيفا في هذا السياق بأن باريس ترى في الجزائر السوق والشريك الاقتصادي الذي لا يمكن تضييعه، بحكم العلاقات القديمة المتعددة المحاور، لاسيما أنها تعاني من أثار الأزمة الاقتصادية، التي عمقتها الأزمة الصحية العالمية المترتبة عن فيروس "كوفيد 19" مع إمكانية تعقد الأوضاع أكثر مستقبلا، حيث اعتبر ذلك "السبب الرئيسي وراء تعامل فرنسا اليوم بتفهم وواقعية أكثر مع ملف الذاكرة الوطنية". وإذ سجل المتحدث بأن العلاقات الجزائرية الفرنسية، تراجعت في الفترة الأخيرة لعدة أسباب، أشار إلى أنه من شأن تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين إعادة بعث التعاون الثنائي من جديد، موضحا في هذا الصدد بأن الجزائر من جهتها، "تطمح لأن تكون باريس متعاونة معها في ملف الأموال المهربة من الجزائر وكذا في ملف الذاكرة، لأن العلاقات الدولية تبنى على تبادل المنافع والمصالح، خاصة مع بلدان مثل فرنسا"، قبل أن يضيف بأنه "من حق الجزائر اليوم بعدما استعادت استقرارها وأمنها أن تبرم علاقات تحقق مصالحها الاستراتيجية قبل أي اعتبار آخر". وبشأن حديث الرئيس تبون «ترقب اعتذار فرنسا عن جرائمها في الجزائر"، قال موسى بودهان إن "المعطيات الجديدة توحي بإمكانية المضي في هذا التوجه الصحيح والشرعي"، قبل أن يضيف بأن كلام رئيس الجمهورية حمل رسالة إلى السلطات الفرنسية مفادها أن ملفات الذاكرة وجرائم الاستعمار، لا تسقط بالتقادم ولا تنسى وأن الجزائر تنتظر من باريس الحكمة والتعقل وانفتاح أكبر في التعامل مع ملف الذاكرة، حتى تكون العلاقات الثنائية جيدة وفي مستوى طموحات ومصالح الشعبين والبلدين، لاسيما وأن الرئيس تبون أبرز في مضمون حواره مع القناة الفرنسية بأن "افتكاك الاعتذار لا رجعة فيه". وأضاف محدثنا بأن الدبلوماسية الجزائرية تحولت اليوم، من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، ما جعلها تتقدم في الملفات التي تريد تسويتها وفق مصالحها وعقيدتها، كاشفا بالمناسبة، عن تلقيه "لاعتذارات من مسؤولين فرنسيين عن جرائم فرنسا"، وهذا ما يفسر اليوم، حسبه "التحول الجديد الذي لمسنا آثاره في عملية استرجاع رفاة 24 من شهداء المقاومة الشعبية".