- بن شريط ل السياسي : قرار الاعتذار يفوق صلاحيات رئيس فرنسا يحل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، غدا، بالجزائر، في زيارة هي الاولى له كرئيس للجمهورية الفرنسية وهي الحادية عشر لزعماء الإيليزيه إلى بلادنا، ويلقي ملف التاريخ والذاكرة بثقله على زيارة الرئيس الشاب، الذي اعترف خلال حملته للوصول الى الإيليزيه، بأن الاستعمار ارتكب جرائم ضد الإنسانية، بيد أن محللين سياسيين لا يعتبرون أن زيارته استثنائية ويتوقعون أن ينتهج نفس خطاب سابقيه بالتركيز على ضرورة طي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل. يزور إيمانويل ماكرون، غدا الجزائر في زيارة هي الاولى له كرئيس للجمهورية الفرنسية وألقى ملف التاريخ والذاكرة بثقله على زيارات رؤساء فرنسا الستة السابقين إلى الجزائر، خاصة منذ زيارة جاك شيراك عام 2003 حيث ظلت مطالب الجزائريين باعتذار رسمي عن جرائم الاستعمار تصاحب رحلات نزلاء الإيليزيه، لكن المسؤولين في باريس انتهجوا نفس الخطاب تقريبا وهو ضرورة طي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل. و في السياق، قال المحلل السياسي، عبد القادر بن شريط في تصريح ل السياسي ، امس، إن زيارة ماكرون للجزائر غدا لا تحمل طابع الاستثناء لان كل رؤساء المستعمر القديم زاروا بلادنا في إطار رغبة الإيليزيه الملحة في توطيد العلاقات الإستراتيجية مع الجزائر والتي تعتبر بالغة الاهمية بالنسبة للاقتصاد الفرنسي الذي يعيش، بحسبه، ازمة كبيرة، ولذلك تراهن فرنسا على الجزائر كمفتاح لمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية . واعتبر محدثنا ان قصر مدة الزيارة الرسمية للرئيس ماكرون إلى بلادنا تدل على أن ملفات الزيارة تم ضبطها وتحديدها مسبقا وستقتصر، حسب رأيه، على تعزيز الاستثمارات وحماية المصالح المشتركة. وبخصوص ملف الذاكرة، استبعد استاذ العلوم السياسية، بن شريط، أن يرد الرئيس الفرنسي على مطلبي الاعتذار واسترجاع جماجم الشهداء وقال في السياق: ماكرون لا يملك إجابة واضحة عن هذا الملف كما ان قرار الاعتذار يفوق صلاحياته كرئيس، لأنه يعبر عن موقف فرنسا بكامل خلفياتها التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية ، واستطرد يقول حتى وإن كان ماكرون قد قال في زيارته السابقة للجزائر كمرشح رئاسي أن الاستعمار ارتكب جرائم بحق الإنسانية، إلا أن ذلك يبقى مجرد كلام يدخل في إطار الحملة الانتخابية لا غير ، على حد تعبيره. وعن الوضع العام في الشارع الجزائري قبيل زيارة المسؤول الفرنسي، قال ذات المحلل السياسي إن نشطاء يحاولون حث الشارع على تجاهل الزيارة في إطار حراك تلقائي لتقزيم الزيارة الاولى لماكرون إلى بلادنا خصوصا بعد تصريحاته الاستفزازية الاخيرة عندما قابل مطلب الاعتذار عن جرائم الاستعمار بالدعوة إلى طي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد قطع الأحد، الأمل بشأن خطوته القادمة تجاه ملف جرائم الاستعمار عشية زيارته للجزائر، مؤكدا أن القاعدة بالنسبة إليه هي عدم الإنكار وعدم تقديم اعتذار. وجاء ذلك في رده على سؤال خلال حوار مع قناة تراس أفريكا ، وجهته له شابة من فرنسية من أصل كنغولي، حول ما ينوي القيام به بصفته رئيسا لفرنسا لترميم ماضي فرنسا الاستعماري في إفريقيا والذي قال سابقا أنه شهد جرائم ضد الإنسانية، ورد ماكرون على السؤال بالقول أعتقد أن ذلك يتم بترميم الذاكرة وهذه الشابة لم تعش الاستعمار، لذلك لا يمكنها بناء حياتها وعلاقتها مع الدولة التي تعيش فيها وهي بفرنسا بهذا (أي الماضي الاستعماري) . وأضاف لن أقول أن فرنسا ستدفع تعويضات أو تعترف سيكون ذلك سخيفا، لا بد أن تكون هناك مصالحة للذاكرة يعني في تاريخ فرنسا بإفريقيا يجب أن نتحدث عن هذه الصفحات السوداء والمجيدة وهناك عمل تاريخي يجب أن يتواصل . وحسبه قلت دائما لا إنكار ولا توبة (اعتذار)، لابد من رؤية الأشياء أمامنا هذا تاريخنا المشترك، وإلا سنبقى في فخ هذا التاريخ الذي هو بلا نهاية . وقبل أيام، قال ماكرون في نقاش مع طلبة بجامعة واغادوغو، أن جرائم الاستعمار في إفريقيا لا جدال فيها، داعيا إلى طي صفحة الماضي والتطلع إلى المستقبل.