احتفت تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية التي تعد أيامها الأخيرة بآخر الأسابيع الثقافية الولائية في جعبتها والتي وقعتها أول أمس برياض الفتح كل من ولاية ميلة أو ميدوس شرقا والباهية وهران غربا، لتكشفا عن كنوزهما الثقافية و الحضارية والتاريخية· الافتتاح أشرفت عليه وزيرة الثقافة خليدة تومي أول أمس، حيث أكدت أن الأسابيع الثقافية الولائية التي تنظم تحت شعار" مدن وثقافة " استأنفت بعد الانقطاع الذي شهدته بسبب الانتخابات المحلية الماضية ، واعدة الحضور بالسعي إلى استمرار مثل هذه النشاطات خلال السنة المقبلة أي بعد اختتام تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية بداية جانفي المقبل · وقد سعت الولايتان إلى حمل نفائسهما الثقافية والتراثية والحضارية والتزين في أبهى حلتهما لتنزلا عروسين على البهجة والتعريف بعمق أصالتهما وتجذر تاريخهما وتميزهما الثقافي، بحيث حرصت مدينة "أبودينار" التي بني عليها أول مسجد في الجزائر"مسجد سيدي غانم" ميلة، إلى تمثيل أهم ما يميز المنطقة من تراث و فن تقليدي بداية بحلة العروس الميلية التي مازالت حسب السيدة بلدي محافظة على كل التفاصيل القديمة التي لم تحّد عنها رغم تعاقب الأجيال بداية بالمهر المرتفع و فراش العروسة و جبة "السامشة " التي تعود أصولها لسنة 1915و غيرها من التفاصيل الدقيقة، لتحملنا المعارض أيضا إلى حرفة النقش على النحاس التي عرفت بها المنطقة من خلال عمي دربال بوخميس الذي ورث الحرفة أبا عن جد لينطلق محلقا في هذا العالم الفني ويبدع تحفا فنية نادر جسد من خلالها معالم ميلة القديمة لاسيما "عين البلد" و "سد بني هارون" و"المدينة القديمة " فضلا عن النقوش العربية و البربرية ···ليذيع صيته ليس في الجزائر فحسب و إنما في فرنسا وكندا وايطاليا و ألمانيا والامارات العربية المتحدة ··· حيث نظم العديد من المعارض التي أبهرت الحضور· إلى جانب ذلك اشتمل جناح ميلة على العديد من المعارض الممثلة لمختلف الحرف التقليدية كالنقش على الخشب و الخزف ··· و كذا معارض مخطوطات نفيسة للقرآن الكريم و لفقه الامام علي و غيرها إلى جانب وقفة مع شيوخ العيساوى ، و المنتجات الزراعية التي تشتهر بها الولاية كعسل السدرة مثلا· كما سعت ميلة إلى التعريف بأطباقها المحلية التي يتقدمها " المحور" أو الكسكسي الذي تقام له كل سنة تظاهرة وطنية بالمنطقة و"الشخشوجة"،"التريدة"،" الكفتة" و "الشطيطة"··· و غيرها من الأطباق التي تقدم عادة في الأفراح إلى جانب الحلويات كحلوة " المقروط" أو "ملك السينية" و المقرقشات و الغريبية و الكعك ···و غيرها · ولم تهمل الولاية الوقوف عند أعلامها الثقافية و التاريخية الذين أنجبتهم المنطقة لاسيما الشيخ و العلامة الأمام مبارك الميلي صاحب كتاب " تاريخ الجزائر في القديم و الحديث" و الشيخ الامام محمد الصالح بن طيار و المجاهد الفذ عبد الحفيظ بوصوف· ومن جهتها لم تحمل الباهية على أهميتها الحضارية و التاريخية و الثقافية و السياحية باعتبارها عاصمة للغرب الجزائر، الكثير من الملامح المميزة لثقافتها و تراثها الحضاري و اكتفت بتقديم نماذج من بعض حرفها التقليدية كالجبة الوهرانية و الفخار والحلي و تقديم نماذج من حرفة الرسم على الزجاج التي قدمتها السيدة سايح إلى جانب عرض للمأكولات المحلية و للصور الفوتوغرافية التي تمجد عمالقة الفن الوهراني على غرار أحمد وهبي بلاوي الهواري وولد عبد الرحمان كاكي ، وعبد القادر علولة و الشاب خالد لتتميز السهرة الفنية المخصصة للافتتاح و التي حضرها إلى جانب وزيرة الثقافة كل من والي ميلة و ممثل والي ولاية وهران و مديري الثقافة للولايتين و ممثلي الولايتين فقد احيتها كل من اركسترا إذاعة وهران و التي أدت أناشيد وطنية إلى جانب فرقة المداحات و الفنان المازوني و الحاج بومعطي و بارودي بن خدة والزهوانية من وهران إلى جانب فرقة المالوف و الرحابة من ميلة · يذكر أن برنامج هذا الأسبوع الثقافي الذي تمتد إلى27 ديسمبر الجاري يشتمل على برنامج ثقافي متنوع يجمع بين الشعر والموسيقى و المسرح ·