تستعد الجزائر لاحتضان اكبر تظاهرة ثقافية في الفترة الممتدة ما بين 5 جويلية إلى 20 جويلية القادم، يتعلق الامر بالمهرجان الثقافي الافريقي الثاني الذي سيحمل في جعبته رزنامة ثقافية تشمل مختلف التعابير الأدبية والفنية. بعد 40 سنة على مرور الطبعة الاولى التي احتضنتها الجزائر في 1969 (7 سنوات تقريبا بعد حصولها على الاستقلال)، هاهي اليوم تلم شمل بلدان القارة السمراء مجددا في اكبر حدث ثقافي، المهرجان الثقافي الافريقي الثاني. مناسبة تؤكد من خلالها الجزائر علاقتها التاريخية والحضارية مع هذه القارة من خلال الأنشطة الثقافية واللقاءات الادبية وكذا الحفلات الفنية التي يتضمنها برنامج التظاهرة حسب ما اعلنت عنه وزيرة الثقافة خليدة تومي في ندوة امس التي عقدتها بقاعة فرانز فانون برياض الفتح للإعلان عن التحضيرات والبرنامج الخاص بالتظاهرة. إطلاق صالون الكتاب الإفريقي وعروض فولكلورية على الهواء الطلق يشمل البرنامج عروضا فنية على الهواء الطلق تحييه الفرق الفولكلورية المشاركة من مختلف البلدان الافريقية، بالاضافة إلى بانوراما للسينما الافريقية حيث يتم بالمناسبة تكريم عمداء السينما الافريقية كما يتم عرض افلام افريقية داخل القاعات وعلى الهواء الطلق خلال شهر كامل، فضلا عن تنظيم امسيات شعرية ومعارض للفنون التقليدية للقارة وعروض مسرحية وكذا تنظيم مؤتمرات وملتقيات وندوات حول الادب، الانتربولوجية، علم الأعراق والتراث، إلى جانب تنظيم صالون الكتاب الافريقي. ويشمل البرنامج ايضا لقاءات ادبية مع مختصين وباحثين حول مواضيع ثقافية للقارة والرهانات المرتبطة ببقاء الثقافة والهوية الافريقيين. ويبقى الهدف من ذلك -حسب الوزيرة- جعل الثقافة احد وسائل تنمية القارة بمنحها معنى من خلال التنمية المستدامة وكذا تدعيم البعد الافريقي للثقافة الوطنية وتفاعلها مع ثقافات القارة. ومن المنتظر ان توزع هذه النشاطات الثقافية على عدة ولايات من الوطن، حسب ما يشير اليه بيان''مواءمة وتنسيق السياسات والبرامج الثقافية ''الخاصة بالتظاهرة الصادر عن وزارة الثقافة والذي تلقت ''الحوار'' نسخة منه من بينها ولاية تيزي وزو المعروفة بانعقادها المنتظم لمهرجان الرقصات الشعبية الافريقية، وكذا ولايات تيبازة، البليدة، وهران، عنابة وبومرداس. المهرجان الثقافي الافريقي الثاني يكتسح موقعا خاصا على الانترنت وعلى غرار التجارب الثقافية السابقة المهرجان الافريقي الثقافي الاول في ،1969 وتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007- تقوم وزاارة الثقافة الممسكة بمفاتيح القرار بانشاء لجنة تنفيذية لدى هيئتها فضلا عن إرسال لجنة ما بين القطاعات تضم ممثلين مؤهلين للقطاعات المعنية وكذا الولايات التي تم اختيارها قصد تهيئة الشروط القصوى لنجاع هذا الحدث الثقافي، وتتكون هذه اللجنة -حسب ذات البيان- من ممثلين من كل من الوزارات الآتية: وزارة الدفاع الوطني، وزارة الشؤون الخارجية من خلال المديرية العامة لإفريقيا والمديرية العامة للبرتوكول بوزارة الشؤون الخارجية بالنسبة للجوانب السياسية والتاشيرات، وزارة الداخلية بالنسبة للجوانب المرتبطة بتراخيص الطرق والعروض في الاماكن العمومية، وزارة التعليم العالي بالنسبة لايواء الفرق المشاركة، وزارة المالية والجمارك بالنسبة للجوانب المرتبطة باجرات الدفع، وأخيرا وزارة الشباب بالنسبة للجوانب المرتبطة بالإيواء واستعمال الفضاءات الرياضية. الجزائر تخصص أكبر حجم من الميزانية بصفتها البلد المضيف أما عن الجانب التنظيمي سيتم -حسب ما يشير إليه البيان- تعيين لجنة تنفيذية تتفرع منها لجان عديدة خاصة بكل فن من الفنون الافريقية، منها لجنة الفنون البصرية والتراث، السينما، فنون الاستعراض، الرقصات الشعبية، النشاطات الأدبية، اللقاءات والملتقيات وغيرها. وسيتم بالمناسبة -حسب ما كشفت عنه وزيرة الثقافة خليدة تومي- إنشاء موقع على شبكة الانترنت مخصص للحدث الفعلي يتم اطلاقه ستة اشهر قبل انطلاق التظاهرة، بالاضافة إلى مجلة نصف شهرية مخصصة للحدث. ونظرا للعدد المرتفع للبلدان الافريقية المنتظر مشاركتها في التظاهرة والتي لا يقل عددها عن 47 بلدا وتكاليف النقل الدولي والإيواء وتاجير الاماكن والتجهيزات الفنية، تتكفل الجزائر -تقول تومي- بالميزانية الهامة باعتبارها البلد المضيف، حيث خصصت لهذا الحدث الثقافي الضخم ميزانية ,5,1 مليار دج هذا فضلا عن مساهمة جميع الدول المشاركة لضمان نجاح التظاهرة.