يطالب سكان قرية الكحاحلية، الكائنة ببلدية الأربعطاش، ولاية بومرداس، بتجسيد مشاريع تنموية تحسن واقعهم المعيشي، لاسيما تهيئة شبكة التطهير المنعدمة بالقرية، مما يؤثر سلبا على البيئة والإنسان، ناهيك عن انعدام الغاز الطبيعي والنقل العمومي، ومدرسة تغني أطفالهم عناء التنقل لمسافات طويلة من أجل التمدرس. فيما أفادت مصادر محلية، بأن البلدية تحصي إنجاز 35 مشروعا تنمويا لفائدة 7 مناطق ظل بالأربعطاش. زارت "المساء" قرية الكحاحلية، الكائنة على الحدود بين بلديتي الأربعطاش وأولاد موسى، المصنفة ضمن مناطق الظل بالأربعطاش، وتحدثت إلى سكانها، وهم عبارة عن أربعة أعراش تعيش في القرية منذ أجيال، حيث لفت بعض محدثينا إلى جملة من النقائص التنموية التي تنغص حياتهم، وتعيق استقرار الأجيال الجديدة بالمنطقة، بما يهدد مستقبل الفلاحة الجبلية. في هذا الشأن، أشار مواطن وجدناه يرعى غنمه، إلى أن المنطقة تسجل نقصا في الغاز الطبيعي، رغم الوعود الكثيرة التي أطلقتها السلطات لتجسيد هذا المشروع الهام، دون جدوى، متحدثا عن معاناة كبيرة مع قارورات غاز البوتان خلال الموسم الشتوي، من جهة، وارتفاع فواتير الكهرباء من جهة أخرى، بسبب الاضطرار إلى استعمال المدافئ الكهربائية. كما لفت في هذا الصدد، إلى ضعف التيار الكهربائي بسبب غياب محول، قال إن دراسة في هذا الشأن، أنجزت مسبقا لمحول كهربائي، ومنه تدعيم الطاقة، لكنه لم يجسد بسبب انعدام وعاء عقاري يأويه، ثم أكد أن السكان تبرعوا بقطعة أرض لإنجاز المحول، لكن السلطات المعنية لم تتدخل لتجسيده إلى حد اللحظة. من جهته، أوضح مواطن آخر كان بصدد استكمال أشغال إنجاز مسكنه بنفس القرية، أن المشروع الوحيد الممكن تثمينه في المنطقة، هو توفر ماء الشرب يوميا، لكنه أعاب على السلطات المحلية تجاوزها لمطالب تنموية ملحة، خاصة إنجاز شبكة التطهير، حيث أكد أن السكان أنجزوا قنوات للصرف الصحي من مالهم الخاص، لكنها ترمى في العراء، مما يهدد البيئة والمحيط. بينما أكد مواطن آخر شاركنا الحديث، أن القرية منقطعة عما جاورها من تجمعات سكانية، بسبب غياب النقل العمومي، حيث تبعد الكحاحلية عن وسط البلدية بحوالي 3 كلم. يحدث هذا، رغم أن الطريق البلدي الرابط بين الأربعطاش وأولاد موسى مهيأ، لكن تغيب على مستواه الإنارة العمومية، يقول محدثنا، مؤكدا أن هذا المطلب الأخير ملح، خاصة في الموسم الشتوي، حين تظلم الأجواء سريعا، معرقلة حركة تنقل الأشخاص، في ظل غياب الإنارة. فيما اعتبر مواطن آخر، أن غياب مدرسة ابتدائية أو ملحقة بقسمين أو ثلاثة في القرية "عبارة عن عقوبة لأبنائنا"، حيث يضطرون حسبه- إلى قطع مسافة حوالي 3 كلم لبلوغ مدرستهم الكائنة بالمنطقة الصناعية، مناشدا الجهات المختصة أخذ هذا المطلب بعين الاعتبار، وقد تأكد الأمر سريعا، بخصوص توفر النقل المدرسي، الذي خصص لتلاميذ القرية العام الماضي. محدثونا وفي معرض تعديدهم للنقائص التنموية في قريتهم، أشاروا إلى أنها مماثلة في العديد من القرى الأخرى، ومنه القرية الفلاحية، وغيرها، مناشدين تدارك هذه النقائص، أملا في تحسين واقعهم المعيشي، خاصة أن السكان في الحقيقة، أجيال متلاحقة لأعراش تتعايش في سلام منذ سنوات طويلة، جل أفرادها يخدمون الأرض، وكل آمالهم استقرار الأجيال الجديدة بها. تسجيل 35 مشروعا تنمويا من جهتها، أحصت السلطات المحلية لبلدية الأربعطاش مؤخرا، 7 مناطق ظل بالبلدية، خصص لها 35 مشروعا تنمويا، لتحسين إطار سكانها المعيشي، تماشيا مع التعليمات الأخيرة الصادرة في هذا الشأن، ورغبة في تحقيق تنمية عادلة بين كل المناطق. في هذا السياق، تحصلت البلدية على غلاف مالي معتبر من ميزانيات مختلفة، يصل إلى أزيد من 40 مليار سنتيم، يخص تجسيد مشاريع تنموية مستعجلة لفائدة المناطق النائية والمعزولة بالبلدية المصنفة كمناطق ظل، منها الكحلة، بوكسيل، ميسورة، سيدي منصور، عبد النور، أولاد بلحاج والمحامدية. تتمثل هذه المشاريع التنموية، في الربط بماء الشرب الذي يعد من أولويات انشغالات سكان هذه المناطق، إلى جانب مشاريع الربط بالغاز الطبيعي ودعم الكهرباء، ومشاريع الربط بشبكة التطهير، وأخرى متعلقة بتهيئة الطرقات وفتح المسالك لتسهيل عملية تنقل السكان، حسب ما أوضحه مصدر من بلدية الأربعطاش، مشيرا إلى أن جملة هذه المشاريع التنموية تصل مجملا إلى 35 مشروعا تنمويا، تم إلى حد الآن، إطلاق أشغال 24 مشروعا منها على مستوى 5 مناطق ظل، بغلاف مالي إجمالي فاق 53 مليار سنتيم، مع استلام 6 مشاريع، بينما توجد بقية المشاريع قيد إجراءات الإطلاق، منها مشروع إنجاز مجمع مدرسي ب12 قسما، ومشاريع أخرى تنطلق أشغالها قريبا. لاقتناء حافلات جديدة ... الناقلون يناشدون تسهيل الإجراءات رفع المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للناقلين في بومرداس، شكوى إلى الجهات الوصية، وعلى رأسها التنظيم الممثل لهم، دق فيها ناقوس الخطر بخصوص الحالة العامة التي آلت إليها حظيرة النقل العمومي، لاسيما الحافلات التي تعود للقطاع الخاص، التي وصفها رئيس المكتب الولائي نور الدين بوسنان، بأنها في وضع كارثي، بسبب قدمها. أضاف بوسنان في تصريح ل«المساء"، أنه على السلطات الوصية، بما فيها وزارة النقل والمنظمة الوطنية للناقلين، العمل على إيجاد حلول واقعية، تمكن أصحاب مركبات النقل العمومي من تجديد مركباتهم، ومنه تسهيل منح القروض بطريقة ميسرة للناقلين الخواص، لاقتناء حافلات جديدة تواكب التطور الاقتصادي السريع للبلاد. أضاف محدث "المساء"، أن حوالي 70٪ من حظيرة النقل العمومي بولاية بومرداس، الصغيرة منها والمتوسطة، قديمة ومهترئة، لا ترقى لتقديم خدمة نقل عمومي في المستوى لمواطني الولاية، وكشف عن أن استيراد هذا النوع من المركبات متوقف منذ 13 سنة، بالنسبة للمركبات ذات 18 مقعدا، مثلا، من نوع (كارصان)، و6 سنوات للمركبات ذات 30 مقعدا مثلا، نوع (طويوطا). هذا الوضع المزري، تولد عنه غلاء فاحش في سوق المركبات والحافلات المستعملة، مما أدى بشكل مباشر، إلى إطالة عمر الحافلات التي ما زالت تسير في إقليم الولاية، حيث لفت المتحدث في هذا الصدد، إلى حافلة من نوع "الفيات" صاحبة 40 سنة عمل، وقال إن بعضها مازال يصول ويجول رغم قدمها وهيأتها المهترئة تمام، مشبها إياها بحاوية حديدية ذات عجلات، لا تضمن أية راحة لنقل المسافرين، مناشدا الجهات الوصية النظر في هذا الأمر، وتمكين الناقلين الخواص من تجديد مركباتهم، بالتالي تحسين خدمة النقل العمومي التي لا تقل حسبه-، أهمية عن أوجه التنمية المختلفة التي تخصص لها الدولة أغلفة مالية معتبرة، لتحسين الإطار المعيشي لمواطنيها.