تعرف العديد من أحياء بلدية الخروب، تكدسا للنفايات المنزلية، فيما تنبعث روائح كريهة من محيطها، بعد مضي أكثر من أسبوع دون أن يتم رفعها، جراء دخول أعوان المؤسسة العمومية للنظافة والتطهير بالبلدية في إضراب عن العمل، في حين قام مواطنون بمبادرات جماعية لتنظيف عدد من الأحياء. يشتكي مواطنو البلدية من عدم جمع النفايات المنزلية منذ أكثر من أسبوع، على غرار ما وقع بكل من أحياء 900 مسكن، 450 مسكنا، الإخوة سبيقة، بوهالي العبد، 1600 مسكن، وغيرها من الأحياء والتجمعات السكنية التي تعرف كثافة سكانية عالية، حيث تحولت شوارع وأحياء الخروب في الأيام القليلة الماضية، إلى فضاءات واسعة لانتشار النفايات المنزلية بمختلف أنواعها، بعد أن تكدست فوق الأرصفة، وأصبحت الحاويات التي يفترض أن ترمى داخلها، غير ظاهرة للعيان، بسبب أكوام النفايات التي وضعت حولها، مع انبعاث الروائح الكريهة في محيط هذه الأماكن، وانتشار الحيوانات الضالة ومختلف أنواع الحشرات. هذا الوضع يشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين، الذين عبروا عن استيائهم وتذمرهم من هذه الوضعية المزرية، التي تفاقمت بسبب الإضراب المفتوح الذي يشنه عمال المؤسسة البلدية للنظافة والتطهير، منذ الخميس الفارط، الأمر الذي أثر بشكل كبير على مستوى الخدمات العمومية المقدمة، حيث تحولت المفرغات العمومية إلى كارثة إيكولوجية، إثر تكدس النفايات بها. أكد المواطنون أنهم باتوا غير قادرين على الاقتراب من الحاويات الموجودة في أحيائهم، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منها، وهي الوضعية التي أصبحت لا تطاق، حسبهم، ولا يمكن أن تستمر أكثر، خاصة أن هذه الأيام تعرف ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة، مما يؤدي إلى تعفن سريع للنفايات، بالتالي تلوث المحيط بسرعة أيضا. من جهة أخرى، كان انتشار النفايات في شوارع وأحياء البلدية، مصدر تذمر من قبل العديد من المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي، واعتبر البعض أنه تزامنا مع تفشي فيروس "كورونا"، فإن انتشار النفايات والروائح الكريهة، قد يجعل من البلدية منطقة موبوءة، وهو ما أدى بعدد من السكان إلى المبادرة بتنظيف أحيائهم، من خلال كراء شاحنات لرفع النفايات، من أجل التخلص من تكدسها وتأثيرها السلبي عليهم. للتذكير، دخل قرابة 300 عامل بين سائقي شاحنات النظافة وأعوان الكنس ورفع النفايات من مؤسسة النظافة والتطهير ببلدية الخروب في إضراب مفتوح، منذ الثلاثاء الماضي، للمطالبة بتسوية وضعيتهم وتحسين الظروف المهنية والاجتماعية، وطالب العمال بصب متأخرات الأجور الخاصة بشهر جوان الفارط، وكذا مطلب المنحة التشجيعية، منحة "كوفيد 19"، ومنحة عيد الأضحى، فضلا عن الاتفاقية الجماعية، ووضعيات الأشغال والتحصيلات المالية العالقة لدى بلدية الخروب منذ 2017، فضلا عن النظر في الوضعية المزرية التي تعيشها حظيرة المؤسسة، التي لم يتم تجديدها بعد، رغم قدم شاحنات مؤسسة النظافة والتطهير، حيث رفض العمال مزاولة نشاطهم، إلى غاية النظر في مطالبهم وحلها.