لا يزال الغموض يكتنف الوضع في غينيا بيساو على إثر اغتيال الرئيس جواو بريناردو فييرا وقائد هيئة الأركان الجنرال باتيستا تاغمي نا وايي بالرغم من عودة الهدوء إلى هذا البلد بعد يوم واحد من عملية الاغتيال. ففي الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول حقيقة اغتيال الرئيس فييرا أول أمس أكد جندي من الذين شاركوا في عملية الاغتيال أن عسكريين قاموا بالتصفية الجسدية لهذا الأخير انتقاما لمقتل قائد هيئة أركان الجيش في هذا البلد الجنرال باتيستا تاغمي نا وايي. وكشف الجندي الذي رفض الكشف عن هويته أن عددا من العسكريين توجهوا إلى قاعدة مانسووا بالعاصمة بيساو ليلة الأحد إلى الاثنين بعد إعلان مقتل قائد هيئة الأركان في انفجار قنبلة استهدفت مكتبه. وأضاف أن هؤلاء العسكريين الذين قرروا الانتقام لمقتل الجنرال باتيستا تاغمي نا وايي هاجوا مقرات الشرطة وفتحوا سجون الشرطة القضائية في العاصمة بيساو وحرروا سبعة من زملائهم واقتحموا بعدها مقر الرئاسة واغتالوا الرئيس جواو بريناردو فييرا. وتعرض الرئيس المغتال الذي سبق أن تعرض لمحاولة اغتيال شهر نوفمبر الماضي إلى الضرب المبرح قبل أن يرمى بالرصاص وهو الأمر الذي أكده احد الأطباء الذين شاركوا في عملية تشريح جثة الرئيس المغتال وقال أن هذا الأخير تعرض لضربات عنيفة وقد أطلقت عليه عدة رصاصات على مستوى الرأس والصدر. وفي ظل الانزلاق الأمني الخطير الذي تشهده غينيا بيساو اثر اغتيال رئيسها قرر الاتحاد الإفريقي الذي أدان عملية الاغتيال بشدة أمس إرسال ممثل خاص إلى العاصمة بيساو قصد تفادي حدوث انزلاقات خطيرة. ولم يحدد الاتحاد الإفريقي اسم الشخصية التي ستتكفل بهذه المهمة كما لم يكشف عن تاريخ توجهها إلى بيساو. من جهته سارع مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي أمس إلى عقد اجتماع طارئ لبحث التطورات في هذا البلد الفقير والذي يعيش منذ خريف العام الماضي على وقع أزمة سياسية مفتوحة أرغم على إثرها الرئيس المغتال على تعيين منافسه السياسي غوميس جينيور في منصب وزير أول في محاولة لتهدئة الأوضاع وتفادي الدخول في حرب أهلية. وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ على ضرورة احترام المقتضيات التي ينص عليها دستور غينيا بيساو في ما يتعلق بحالات فراغ السلطة في البلاد واعتبر أن الوضع الحالي في هذا البلد لا يزال يكتسيه الغموض. وتوالت منذ أول أمس ردود الفعل الدولية المنددة بعملية اغتيال الرئيس فييرا والتي دعت في مجملها إلى ضرورة الحفاظ على الأمن في هذا البلد الإفريقي الفقير واحترام حكم القانون. للإشارة فإن تاريخ غينيا بيساو حافل بالعديد من المحاولات الانقلابية وحركات العصيان و قد تحكم الجيش باستمرار في السلطة في هذا البلد الزراعي الصغير الذي استقل عن البرتغال في سنة 1974 .