أعلن مسؤول عسكري، إن رئيس غينيا بيساو خواو بيرناردو فييرا لقي مصرعه بأيدي عسكريين بعد نحو يوم من مقتل رئيس أركان قواته المسلحة الجنرال باتيستا تاجمي نا واي عندما فجر مهاجمون جزءا من مقر قيادة الجيش. وشهدت غينيا بيساو التي يبلغ عدد سكانها 6,1 مليون نسمة فقط سنوات من الانقلاب والحرب الاهلية واستخدمت في السنوات القليلة الماضية كنقطة عبور للكوكايين المهرب من أمريكا اللاتينية الى أوروبا. ولم تتضح على الفور ظروف اغتيال فييرا، لكن دبلوماسيين كانوا ذكروا إن الجنرال نا واي قتل في انفجار هز مقره ونجم على ما يبدو عن اطلاق قذيفة صاروخية. وعمل نا واي في مجلس عسكري أطاح بالحاكم العسكري خواو بيرناردو فييرا في التسعينيات وكان منتقدا لهذا الحاكم المخضرم منذ أن عاد فييرا الى السلطة في انتخابات رئاسية جرت في عام .2005 وسط أحدث إشتباك بين أجنحة مسلحة متناحرة الضوء على عدم الاستقرار المزمن في تلك المستعمرة البرتغالية السابقة. وقال دبلوماسيون وصحفيون محليون إن نا واي كان في المبنى لعقد اجتماع مع ضباط كبار عندما وقع الانفجار. وأمر بسرعة ضباط في الجيش محطتين إذاعيتين خاصتين في العاصمة بيساو التوقف عن البث ويبدو أن التلفزيون الحكومي توقف عن البث أيضا وقال سامويل فرنانديز المتحدث باسم القوات المسلحة للصحفيين في محطة بومبولوم الخاصة في بيساو عليكم إن تغلقوا محطة الاذاعة والتوقف عن البث من أجل أمن الصحفيين. إن ذلك من أجل سلامتكم وفي أوائل جانفي أعلنت قيادة القوات المسلحة إن أفراد ميليشيا مكلفين بحماية الرئيس خواو بيرناردو فييرا أطلقوا النار على الجنرال باتيستا تاجمي نا واي رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الذي كان ينتقد فييرا. ونفى أحد افراد الميليشيا إن اطلاق النار كان محاولة اغتيال ولكن قيادة القوات المسلحة أمرت رغم ذلك بحل الميليشيا. وكانت وزارة الداخلية قد جندت هذه القوة المؤلفة من 400 فرد كي يكونوا الحراس الشخصيين لفييرا بعد استهداف الرئيس في هجوم بالمدافع الرشاشة والقذائف الصاروخية على مقر إقامته في 23 نوفمبر من العام الماضي . ونجا فييرا من الهجوم الذي شنه جنود منشقون ولم تتضح بعد هوية الجهة التي تقف وراء الهجوم، إلا أن الأنباء في غرب إفريقيا تقول، إنه يؤكد الوضع الحرج الذي تعاني منه البلاد. وقد ابتليت غينيا بيساو بالانقلابات العسكرية والاضطرابات السياسية منذ نالت استقلالها عن البرتغال عام .1974 ويقول المراسلون إن الرئيس فييرا - شأنه في ذلك شأن أسلافه من الرؤساء - اعتمد على الجيش ليتمكن من الاستمرار في السلطة، إلا أن الخلافات الشخصية عقدت العلاقة بين الطرفين. كما ساهمت تجارة المخدرات في زعزعة الاستقرار في غينيا بيساو، التي تعتبر معبرا رئيسيا لمخدر الكوكايين الذي يتم تهريبه من أمريكا الجنوبية الى أوروبا عن طريق هذا البلد الافريقي الفقير. ويضيف المراسلون بأن عددا من كبار ضباط الجيش متورطون في تجارة المخدرات.