حل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الجمعة بدمشق للمشاركة في القمة العربية التي تستضيفها سوريا ابتداء من اليوم، حيث سيتم النظر في حوالي 50 مشروع قرار تمت المصادقة عليه بالإجماع في اجتماع وزراء الخارجية· و في هذا الصدد أوضح السيد مدلسي في تصريح صحافي أمس أن المصادقة على مجمل مشاريع القوانين التي سترفع إلى القمة "جاء بعد تحضير جيد على مستوى المندوبين وكذا المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي على مستوى الوزراء" · وأضاف أن "هناك ملفات موجودة أمامنا منذ سنوات مثل ملف الشرق الأوسط الذي يتضمن القضية الفلسطينية، لبنان وسوريا وعلاقاتها مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه بالنسبة لهذا الملف "يلاحظ وجود تحرك للتوجه ولو بصفة تدريجية إلى السلام في المنطقة" · ومن بين المرجعيات المعتمدة في هذا الملف، ذكر الوزير المبادرة العربية للسلام التي أصبحت اليوم - كما قال - "مقبولة مبدئيا من الأطراف الأخرى غير أنها قوبلت بالرفض من الطرف الآخر (إسرائيل)"· وبعد النقاش - يقول الوزير - "حصل إجماع لدى وزراء الخارجية العرب مفاده أنه لا بد من الحفاظ على المبادرة المذكورة، مع الأخذ في الحسبان أن إستراتيجية تنفيذ هذه المبادرة مرهون بتكييفها مع التطورات الحاصلة في المنطقة والمتعلقة أساسا بتصرفات إسرائيل وبناء المستوطنات بصفة خاصة" · وقد تم رفع مشروع قرار في هذا الشأن إلى القادة العرب -مثلما أضاف- "للفصل فيه ومن ثم تبني إستراتيجية دقيقة لتنفيذ المبادرة مثلما هي موجودة حاليا" · وأشار السيد مدلسي إلى أن قمة دمشق "مطالبة أيضا بمناقشة العلاقات العربية-العربية وذلك في ظل وجود خلافات بين بعض الدول" وهو ما تم التأكيد عليه - كما أوضح- في جلسة مغلقة لوزراء الخارجية· كما أكد أنه "تمت إضافة بعض النقاط التي لم تكن مدرجة في جدول الأعمال"، وأنه "كان هناك توافق بشان كل النقاط التي تمت مناقشتها باستثناء تلك المتعلقة بالخلافات العربية-العربية" · وبرأي السيد مدلسي فان "هذه الخلافات لها انعكاساتها على العمل العربي المشترك" لأنه-كما قال- "بدون حل هذه الخلافات لا يمكن التحرك بصفة جيدة وإيجاد حلول للمشاكل المطروحة" · وبالنسبة لحل الأزمة اللبنانية، ألح الوزير على ضرورة "تصفية الأجواء وإيجاد توافق بين كل الأطراف المعنية سواء بالنسبة للفرقاء في لبنان أو للأطراف الفاعلة في المنطقة مثل سوريا ومصر والسعودية" · وفي هذا الصدد ذكر الوزير أن وزراء الخارجية أجمعوا على أن المبادرة العربية بالنسبة للبنان "لا زالت مطروحة ومقبولة" غير أنه ينبغي - مثلما أضاف- "وضع إستراتيجية دقيقة وآليات واضحة قصد تنفيذها ووضعها حيز التطبيق" · وبخصوص وجود وساطة عربية لحل هذه الأزمة السياسية أوضح السيد مدلسي أن "الأمر سيرفع إلى القادة العرب، ومن المرتقب أن يتم تفويض الأمين العام للجامعة العربية لمباشرة حوار مسؤول مع مختلف الأطياف السياسية في لبنان" وقد أبدى الوزير تفاؤله بشأن النتائج التي ستسفر عنها قمة دمشق، مؤكدا أنه "بالرغم من غياب لبنان فإن أغلب البلدان العربية موجودة حتى وإن كان مستوى تمثيلها غير ذلك الذي كان منتظرا" · وقد وصف السيد مراد مدلسي اجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية العشرين والتي اختتمت أول أمس بدمشق ب"الايجابية" بصفة عامة · وقال السيد مراد مدلسي أن التقييم الايجابي للاجتماعات يعود أساسا إلى حضور كل الدول العربية ماعدا لبنان ومناقشة كافة القضايا المطروحة في جدول الأعمال الذي صاغه المندوبون الدائمون والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وخرجنا بخلاصة بشأنها· وأشار إلى "الإرادة القوية " التي تحلى بها الجميع من اجل تحضير لقاء القادة العرب بصفة "جيدة"والمقرر يومي السبت والأحد القادمين وجعل من القمة العربية ال 20 قمة"توضيح وبناء فضاء عربي أفضل" · وذكر السيد مدلسي أن وزراء الخارجية العرب قد عقدوا جلسة مغلقة مطولة وخرجوا منها بورقة إضافية تدرج ضمن المواضيع المطروحة في جدول الأعمال، وأضاف انه سيتم من خلال الورقة تقديم اقتراحات تعزز أكثر العلاقات بين البلدان العربية من الآن فصاعدا، حتى كما قال نتجنب الخلافات ونجعل من وجودنا كدول عربية في هذه الجامعة وجودا تطفو فيه الايجابيات على السلبيات وتتجاوز فيه القضايا الاقتصادية والاجتماعية على بعض القضايا السياسية الضيقة" · كما من شأن هذه الاقتراحات يضيف السيد مدلسي "خلق جو جديد" نعزز من خلاله العلاقات العربية ونجسد الآمال التي تتطلع إليها الشعوب العربية· وأشار وزير الخارجية إلى أن صياغة هذه الورقة ستتم على مستوى الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى ورئيس الجلسة وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم وتسلم من جديد إلى وزراء الخارجية العرب قبل أن ترفع إلى القادة العرب قي القمة ال 20 · وتندرج مشاركة الجزائر في هذه القمة في شخص رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في إطار مواقف الجزائر الثابتة بعدم مقاطعة الاجتماعات العربية مهما كانت الظروف، وهو ما أكدته تصريحات الرئيس بوتفليقة الذي دعا في عدة مناسبات إلى تحقيق المصالحة العربية، وتشجيعه دوما لعقد الاجتماعات العربية مهما كانت النتائج التي تسفر عنها، حرصا منه على الحفاظ على هذا التقليد في انتظار تحقيق الهبة العربية المنشودة·