عاد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس إلى أرض الوطن قادما من القاهرة بعد زيارة رسمية لمصر بدعوة من الرئيس محمد حسني مبارك، دامت يومين، وكان رئيس الجمهورية أجرى أمس، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، محادثات على انفراد مع نظيره المصري· وتم خلال هذه المحادثات استعراض آخر التطورات الجارية على الساحة العربية على ضوء نتائج القمة العربية بدمشق والجهود المبذولة لتحقيق التضامن العربي وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط· كما تناولت المباحثات توسيع نطاق التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري وتفعيل اتفاقيات التعاون التي تم التوصل إليها خلال زيارة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء للجزائر وانعقاد اللجنة العليا المصرية المشتركة أوائل الشهر الحالي· وكانت أقيمت لرئيس الجمهورية، مراسم الاستقبال الرسمية بمقر رئاسة الجمهورية، حيث تم عزف النشيدين الوطنيين الجزائري والمصري· كما استعرض الرئيسان بوتفليقة ومبارك حرس الشرف الذي أدى لهما التحية الشرفية· واستكمل الرئيسان بوتفليقة ومبارك مباحثاتهما على غداء عمل حضره الوفد الوزاري الذي رافق رئيس الجمهورية، إلى جانب الدكتور احمد نظيف والمشير حسين طنطاوى وعدد من الوزراء المصريين· وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية حرص الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة ومحمد حسني مبارك على "تعزيز التعاون الجزائري المصري وتكثيفه في مختلف المجالات"· وقال المتحدث في ندوة صحفية عقدها أمس، بالقاهرة، أن الجزائر تشهد "جهودا متواصلة لتحقيق تنمية شاملة في كافة المجالات"، مشيرا إلى أهمية الاستثمارات الجاري تنفيذها في كلا البلدين· وأبدى الرئيسان يضيف المتحدث رغبتيهما في تجسيد ما تم الاتفاق عليه قصد "إعطاء دفع اكبر لعلاقات التعاون بين البلدين"· وأشار المتحدث من جهة أخرى إلى أن لقاء الرئيسين يبرز حرصهما الكامل على "التشاور والتنسيق" حول مختلف المواضيع العربية والدولية وخاصة تلك المتعلقة بنتائج القمة العربية ال 20 التي اختتمت أشغالها أول أمس بسوريا· وقال في هذا الصدد، أن الرئيسين أبديا اهتمامهما بالبند الخاص بالعلاقات العربية العربية الذي طرح في أشغال قمة دمشق· كما تطرق الرئيسان إلى مختلف الملفات لاسيما المتعلقة بالتطورات في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال إلى جانب العلاقات العربية العربية والملف النووي الإيراني· من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي، أمس، بالقاهرة، أن العلاقات بين الجزائر ومصر تحوّلت "من الحسن إلى الأحسن" منذ سنوات ويجري العمل على تطويرها مستقبلا· وثمن السيد مدلسي في تصريحات أدلى بها للصحافة في أعقاب المباحثات التي أجراها مع نظيره المصري السيد أحمد أبو الغيط، المجهود المصري في فضاء العلاقات الثنائية والذي مكن الحصول على نتائج "جد إيجابية"، مضيفا أن لدى الجزائر ومصر تصورات مشاريع "التي تغذي أفكارا وتجسدها على أرض الواقع"· ووصف السيد مدلسي المسائل السياسية التي بحثها مع نظيره المصري ب"الهامة جدا"، مشيرا إلى أهمية زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى مصر التي تأتي - كما قال - غداة قمة عربية "ثقيلة جدا بمحاورها ثقل الوضعية العربية في القضايا العربية"· وأعرب الوزير عن أمنيته في أن تتبع هذه القمة بخطوات إيجابية حتى "تحول الإرادة السياسية إلى طمأنة كل الأطراف ونعمل جاهدين لتحسين العلاقات العربية العربية"· وأوضح أنه توازيا مع ذلك تشارك الجزائر في الحوار المتوسطي حيث أكد رغبتها في المشاركة "بصفة فعّالة" في الأفكار المطروحة في الساحة قائلا: "إن الأفكار المطروحة من قبل الرئيس الفرنسي تهمنا ولا بد أن نشارك فيها حتى نفرض وجودنا فيما يتصور لمستقبل المنطقة"· من جهته أكد رئيس الدبلوماسية المصرية السيد أحمد أبو الغيط، أن زيارة الرئيس بوتفليقة إلى مصر تكتسي "أهمية بالغة" لأنها تأتي في أعقاب القمة العربية من جهة وفي مسار العلاقات المصرية الجزائرية "النشطة للغاية" من جهة أخرى· وذكر السيد أبو الغيط في هذا الصدد بالزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء المصري السيد أحمد نظيف للجزائر منذ عدة أسابيع وبالاتفاقيات المبرمة بين البلدين الرامية إلى "تعزيز العلاقات" بين مصر والجزائر مذكرا بالنمو الذي شهده حجم الاستثمارات المصرية في الجزائر والتجارة بين البلدين· ووصف الوزير المصري مباحثاته مع السيد مدلسي ب "المؤثرة والقوية" والتي "لم تقتصر - كما قال - على تناول المسائل العربية ونتائج القمة العربية والوضع الإقليمي بل شملت أيضا الأطروحات المحيطة بالبحر المتوسط كالطرح الفرنسي ومسار برشلونة والتعاون المصري-الجزائري في هذا المجال"·