عاشت ولاية عنابة خلال الأيام الأخيرة، على وقع عدة جرائم قتل، منها ما نفذها مختل عقليا، أقدم على قتل شقيقه بالبوني، إلى جانب قضية إقدام مسبوق قضائيا على قتل جاره صبيحة العيد، بالإضافة إلى جريمة أخرى في نفس الفترة، والتي أودت بحياة جمركي، وهو ما أثار قلق المواطنين، الذين وصفوا الوضع بالصعب جدا، خاصة بعد تراجع معدل الجريمة المنظمة خلال الأشهر الأخيرة، لتعود بقوة وتتصدر الواجهة.❊ لاحتواء قضايا الإجرام، طالب المجتمع المدني وسكان ولاية عنابة بمواجهة المجرمين، ووضع حد لهم بعد تسجيل تعاون مع مصالح الشرطة والدرك الوطني، والتبليغ عن المشتبه فيهم قبل تأزم مثل هذه القضايا، خاصة بالأحياء الشعبية، والتي تكثر بها المناوشات والعراك بالسيوف والخناجر واستعمال بنادق الصيد؛ إذ أصبحت هذه الأخيرة وسيلة للانتقام وأخذ الثأر من الكثير من المجرمين، الذين يستعملونها في اعتدائهم على المواطنين. مصالح الأمن تعزّز من خرجاتها ومخططٌ أمني في الأفق وضعت، مؤخرا، مصالح أمن عنابة بمختلف فرقها وتشكيلاتها الأمنية، مخططا جديدا، يتناسب وافتتاح موسم الاصطياف الذي يتزامن مع تاريخ 15 أوت الجاري، وذلك للتصدي للجريمة ومختلف قضايا السرقة والاعتداء على المواطن والمصطافين. وقد تم تنصيب عدة خلايا أمنية تتابع تطورات وتحركات المجرمين بالتعاون مع العائلات. كما تم تنصيب أكثر من 10 آلات كاميرا مراقبة خلال العامين الآخرين، وقد تساعد على مواجهة الجريمة المنظمة، بالإضافة إلى توزيع عناصر إضافية للشرطة على مستوى الشواطئ والغابات، وكذلك محطات نقل المسافرين الحضرية وشبه الحضرية. كما تعزز الكورنيش العنابي والبولفار باعتبارهما من المناطق السياحية الأكثر قبلة للزوار، بالشرطة، ناهيك عن الاستنجاد بتدخلات عناصر الدرك الوطني، والتي أبدت تأهبها لتضييق الخناق عن المجرمين، وحماية عنابة من الجريمة. عائلات تعيش على أعصابها أبدت بعض العائلات العنابية تخوفها بعد انتشار الرعب من طرف المجرمين، الذين أحكموا قبضتهم على بعض الأحياء الفوضوية والشعبية، ناهيك عن تزايد عدد الشكاوى الخاصة بالمناوشات والاعتداءات التي تسجَّل من طرف المراهقين والمسبوقين قضائيا، والذين باتوا يشكلون خطرا على المجتمع العنابي، خاصة أمام حملهم السيوف بمختلف أنواعها وأشكالها لتنفيذ تهديدهم، بالإضافة إلى الألفاظ النابية، التي غيرت سلوكات المواطن العنابي إلى درجة أنه يجد حرجا في التنقل مع عائلته، وهو ما أجمع عليه العديد من المواطنين، الذين عبروا عن امتعاضهم الشديد إزاء تدني مستوى الأخلاق، وانعدام الثقة بين الجيران، يحدث هذا رغم جهد المصالح الأمنية في التصدي لهم والتدخل في كل النقاط السوداء، لتهدئة الوضع وامتصاص غضب الشارع العنابي، والذي أصبحت مشاكله حديث الساعة.