لا تزال العديد من المناطق بولاية خنشلة تنام على رفاة شهداء الثورة التحريرية المباركة، دون أن يتفطن لها أحد، بالرغم من أن الكثيرين ممن عاشوا تلك الحقبة على علم بالأحداث المؤلمة، التي عرفتها تلك المناطق عبر مختلف بلديات ولاية خنشلة من طرف الاستعمار الغاشم· وقد كشف لنا السيد محمد حاجي المدير السابق للمجاهدين بولاية خنشلة والوسيط لدى رئاسة الجمهورية، الذي أحيل على التقاعد، شاهد عصره، أن هناك مناطق لا تزال بها رفاة لشهداء الثورة، منها منطقة أولحاج على بعد 80 كلم إلى الجنوب الغربي من عاصمة الولاية، والتي اشتهرت بمعركة أولحاج سنة 1956، حيث أكد مصدرنا أن هذه المعركة شارك فيها أكثر من 150 مجاهدا ودامت أكثر من 72 ساعة، سخرت فيها القوات المحتلة كل إمكانياتها البرية والجوية على المنطقة المعروفة بتضاريسها الصعبة، حيث قصفت ودمرت كل ما هو موجود، واستشهد بها أكثر من 40 شهيدا كانوا قد اختبأوا في المغارات والكهوف، من بينهم أطفال وشيوخ، فيما انتشل 26 رفاة منها وأعيد دفنها خلال شهر نوفمبر المنصرم، ووضع لها نصب تذكاري تخليدا لها، كما شهدت منطقة جمري غرب عاصمة الولاية بنحو 10 كلم، حدثا مماثلا أين تعرض حوالي 20 مجاهدا لقصف من طرف العدو بواسطة الطائرات، مما أدى إلى استشهادهم جميعا تحت الأنقاض، بعد استهداف المغارة التي كانت تأوي الضحايا، لتبقى هذه الرفاة في طي النسيان ومجهولة بالنسبة للجيل الحالي، دون أن ننسى دافع استشهادها في وقتها، وما ذلك إلا لقضية واحدة "النصر أو الاستشهاد"، ويبقى اللوم والعتاب على الجهات المعنية على المستوى المحلي ما دامت هناك مبادرات ودعم من طرف الدولة من أجل إعادة الاعتبار للمعالم التاريخية في إطار مشروع مخطط الهضاب العليا، الذي رصد له مبلغ معتبر من قبل رئيس الجمهورية، غير أن العمليات المسجلة في هذا المشروع لم تتجاوز الترميمات وبناء المقابر للشهداء ونصب تذكارية، في حين تبقى العديد من الرفاة تحت الأنقاض في مناطق مختلفة دون أية مبادرة لإنقاذها وإعطائها القيمة التاريخية والإنسانية، إلى جانب رفقاء الجهاد والتضحية في جزائر العزة والكرامة، جزائر المليون وأكثر من نصف المليون شهيدا·