اغتنم سكان قرية الشهداء الثلاثة "بونفة" سابقا، بمنطقة شعاب الرصاص، التابعة إقليميا لبلدية قسنطينة، فرصة زيارة والي الولاية أحمد ساسي عبد الحفيظ لمنطقتهم، من أجل مطالبته تزويدهم بحصة من السكن الريفي، بالنظر إلى ضعف الحصة التي خصصت لهم من قبل، وتعد قليلة مقارنة مع ارتفاع الطلب على هذه الصيغة من عام لآخر. كما أمر الوالي في هذا الصدد، بالبحث عن أوعية عقارية جديدة لاستيعاب المشاريع السكنية المختلفة. أكد المشتكون الذين لم يستفيدوا من الحصة السكنية الممنوحة مؤخرا، لقريتهم، والبالغ عددهم 120 عائلة، أن استفادتهم من حصة إضافية من البناء الريفي، من شأنها تحسين إطارهم المعيشي ووقف النزوح نحو المناطق المجاورة، كما أن ذلك سيعيد إعمار الوسط الريفي بمنطقتهم، والذي شهد هجرة كبيرة في السنوات الفارطة، وسيساهم، حسبهم، في امتصاص السكن الهش. المتحدثون عبروا عن أملهم الكبير في السلطات الولائية، قصد تدعيمهم بحصة أخرى إضافية من السكن الريفي، خاصة أن ملف هذه الصيغة السكنية التي تخص منطقتهم، لازال يراوح مكانه منذ 8 سنوات، مضيفين في السياق، أنهم يعيشون أوضاعا اجتماعية مزرية، رغم أن أغلبهم يقطنون المنطقة منذ أزيد من خمسين سنة. كما طالب هذه العائلات من جهة أخرى، بضرورة برمجة مشاريع تنموية بمنطقتهم التي تظم أزيد من 600 عائلة، حيث أكدوا أن هذه المشاريع، من شأنها إنعاش الحياة وتوفير الضروريات اللازمة بالقرية، في ظل افتقارهم لها منذ سنوات طويلة، رغم الوعود التي تلقوها من قبل المسؤولين، مشيرين إلى أن غياب المرافق العمومية على اختلافها، إلى جانب انعدام النقل وغياب الأمن... وغيرها، جعل المنطقة تدخل في عزلة، رغم أنها لا تبعد عن قلب المدينة سوى بكيلومترين على الأكثر. من جهته، كلف والي الولاية أحمد ساسي خلال وقوفه على انشغالات سكان القرية، خاصة ما تعلق بمشكل غياب الأوعية العقارية، التي حرمتهم من الاستفادة من صيغة البناء الريفي، رئيس البلدية، بالتنسيق مع المصالح المعنية، من أجل إعداد مسح جديد للأراضي بهذه المنطقة، بغية التعرف على الجيوب العقارية التابعة لأملاك الدولة غير المستغلة، بهدف منحها كاستفادات لصيغة البناء الريفي للعائلات المتبقية، والبالغ عددها 120 عائلة، كما أمر المسؤولين بإحصاء هذه العائلات ضمن طالبي السكن الاجتماعي، في حال عدم توفر الوعاء العقاري المناسب. للإشارة، كان للوالي قبل ذلك، زيارة إلى قرية بونفة، وحي لجذور الذي يعيش سكانه وضعية مزرية، بسبب غياب التهيئة والمشاريع التنموية به، كما تطرقت إليه "المساء" في عدد سابق، إذ خلال وقوف المسؤول على انشغالات السكان، كلف مركز "إيرباكو" بإعداد دراسة خاصة بتهيئة الحي، كما أمر رئيس بلدية قسنطينة، بتسجيل العملية الخاصة بإنجاز الطريق وتهيئة الحي في برامج التنمية المحلية لسنة 2021، فضلا عن توجيه قرار فوري لمدير مؤسسة "بروبكو" للنظافة والتطهير، من أجل تنظيف الحي وتنقية البالوعات، وتفادي انسداداها، كما حدث خلال التساقط الأخير للأمطار.