احتفلت الجمعية الفنية السينمائية "أضواء"، نهاية الأسبوع الماضي بقاعة الموقار بعيدها الحادي عشر، وفي هذا السياق كرمت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حيث عرضت بهذه المناسبة فيلما وثائقيا عن حياته ومسيرته النضالية قبل وبعد الاستقلال، كما تم تكريمه من طرف المجلس البلدي لبلدية سيدي أمحمد. وبالمناسبة أكد عمار العسكري مدير جمعية "أضواء" أن تكريم الجمعية للرئيس بوتفليقة رفيق السلاح، لا يعني عدم نقد ما يرى مناسبا للنقد مؤكدا أن الجمعية تحضر بعدما أنجزت فيلما وثائقيا عن الرئيس ومن إخراج رحيم لعلوي، فيلما وثائقيا آخر يحمل انشغالات وطموحات وأحلام الفنانين والمثقفين والشباب ويكون موجها للرئيس المنتخب. العسكري أضاف أن لا مستقبل للبلد من دون الثقافة مطالبا بالنهوض بهذا القطاع من خلال استرايتجية بعيدة المدى، واستطرد قائلا أن قطاع السينما شهد تراجعا كبيرا بعدما كان في القمة وأنه رغم ذلك يبقى الأمل في أن تعود السينما إلى مكانها الطبيعي معتبرا جمعية "أضواء" وهي تحتفل بعيدها المصادف لعيد النصر تهتم بالمحافظة على الفن السابع وتساعد كل من يسعى لهذه الغاية. وقد تناول الفيلم الوثائقي "الجزائر في القلب" حياة الرئيس بوتفليقة ومسيرته المهنية والنضالية، والبداية كانت من نضال الرئيس لأجل استقلال البلد، تلاه تقلد بوتفليقة مطلع الاستقلال مهام وزير الشباب والسياحة ومن ثم منصب وزير الخارجية، كما تخلل الفيلم لقطات من خطابات الرئيس في المحافل الدولية والمحلية، وصولا إلى سنة 1999 حيث تسلم مقاليد الحكم من الرئيس السابق اليمين زروال، لتبدأ المسيرة من ثلاث نقاط وهي : إخماد الفتنة، الإنعاش الاقتصادي وإعادة كرامة البلد في الخارج. الفيلم عرض ايضا جهود الرئيس في تطبيق سياسة الوئام المدني، من خلال جولاته عبر الوطن، ومن ثم تسطيره لمشاريع تنموية متنوعة كمشروع السكن الاجتماعي، أنبوب الغاز الطبيعي في الصحراء بتكلفة 20 مليار دولار، الطريق شرق غرب، إعادة إحياء مشروع الميترو، بناء السدود، بناء جامعات ومستشفيات عبر ولايات البلد، إعادة إحياء الثقافة من خلال مهرجانات وتظاهرات محلية ودولية. وفي السياق ذاته توقف السيد بوروينة رئيس بلدية سيدي أمحمد عند انشغال بوتفليقة في قضية العمارات المهددة بالانهيار جراء زلزال 2003، وكذا عن اهتماماته الأخرى بالمنطقة. وكانت هذه التظاهرة مناسبة أيضا للمّ شمل الفنانين وتكريم البعض منهم، أمثال دياب ورفيق وأحمد وعمر من الفريق التقني للجمعية كما كرم أيضا المخرج الحاج رحيم، الفنان المرحوم قادري الصغير، دوجة العشاشي، نوال زعتر، علاوة على التكريم الذي ناله عمار العسكري من رئيس المجلس البلدي لسيدي محمد السيد بوروينة وكذا حصول هذا الأخير على تكريم من جمعية"أضواء". وكان هذا العيد فرصة أيضا لعرض لوحات وصور تعود إلى خمسين سنة من تاريخ السينما الجزائرية زيّنت بهو قاعة الموقار وأعادت إلى أذهان الحضور بعض لقطات ومشاهد أفلام أحببناها وذكريات خلدت في تاريخ الفن السابع الجزائري، كما شهد الحفل وصلات غنائية من تقديم الأركسترا جمعية ريشة بوزريعة بقيادة سرقوة محمد، وكذا كل من الشيخ بوشاشي، حمدان، زكية قارة تركي ومحمد لعماري.