عاود العراق الصلة أمس مع التفجيرات الانتحارية في حلقة متجددة لمسلسل عنف لم يشأ التوقف بعد مرور أربع سنوات منذ اندلاعه وحصده لأرواح آلاف العراقيين·فقد خلف انفجاران انتحاريان أمس مصرع 35 شخصا وعشرات المصابين مستهدفا حواجز أمنية لقوات الشرطة العراقية وعناصر ما أصبح يعرف بقوات الصحوة السنية التي حملت السلاح ضد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين· وشهدت مدينة بيجي على بعد 200 كلم شمال العاصمة العراقية أعنف تفجير نفذه انتحاري على مقربة من حاجز أمني لقوات الأمن وعلى بعد أمتار من شاحنة صهريج كانت مملوءة بالبنزين والتي كانت متوقفة بمحاذاة الحاجز الأمني· وقالت مصادر أمنية عراقية أن الانفجار خلف مصرع 25 شخصا معظمهم من عناصر قوات الأمن وعناصر قوات الصحوة السنية في حصيلة مازالت مرشحة للارتفاع بسبب خطورة الجراح التي تعرض لها المصابون ممن كتب لهم البقاء على قيد الحياة·ولأن العملية تعد الأعنف من نوعها منذ عدة أسابيع فقد سارعت وزارة الداخلية الى إقالة المقدم صلاح القيسي مسؤول الشرطة بالمدينة بعد أن وجهت له تهمة الاهمال والتقصير في أداء ماهمه· يذكر أن مدينة بيجي تقع في الدائرة الاقليمية لمحافظة صلاح الدين إحدى أكبر المحافظات السنية في شمال البلاد والتي تعد مدينة تكريت عاصمتها الإدارية· للإشارة أيضا فإن هذه الأخيرة هي مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين وأن تنفيذ العملية تم أياما فقط على مرور الذكرى الأولى لإعدامه· وهو مايعطي الاعتقاد أنها نفذت انتقاماً لإعدامه صبيحة عيد الأضحى منها العام الماضي· وكتفت المقاومة العراقية في الأيام الأخيرة من عملياتها المسلحة في محافظات شمال وغرب البلاد ذات الأغلبية السنية ضمن حرب شرسة مع قوات الصحوة السنية التي تشكلت الخريف الماضي بدعم أمريكي في مسعى للتقليل من تنامي أعمال المقاومة ضد قوات الاحتلال الأمريكي· والظاهر أن المعركة ستشتد لاحقا بدليل العملية الثانية التي شهدتها مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى عندما قام انتحاري بتفجير نفسه بحزام ناسف وسط جمع للمعزين الذين حضروا جانبا من مراسيم العزاء أثناء تشييع جثامين أربعة من عناصر قوات الصحوة الذين كانوا لقوا مصرعهم في اشتباك مسلح مع المقاومة العراقية·وخلف التفجير في حصيلة غير نهائية مقتل عشرة عراقيين من بينهم الحاج فرحان بهرزاوي قائد كتائب ثورة العشرين في محافظة ديالى· وجاءت العمليتان يومين فقط بعد دعوة زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو عمر البغدادي إلى شن حملة قتل ضد من أسماهم بالمرتدين السنة في إشارة إلى قوات الصحوة التي أخذت على عاتقها مسؤولية التصدي لعناصر التنظيم بدلا عن القوات الأمريكية·وكان التنظيم أصدر بداية الشهر الجاري بيانا أكد فيه شن سلسلة عمليات انتحارية ضد القوات الحكومية والميلشيات السنية المدعومة ماليا من طرف القوات الأمريكية·