يستمر مسلسل العنف في العراق بحصد المزيد من الضحايا المدنيين الذين حتى وان سلموا من خطر العمليات الانتحارية يقعون ضحية العمليات العسكرية التي تشنها الحكومة العراقية في مناطق مختلفة من البلاد بحجة تطهير الشوارع من كل مظاهر التسلح وفرض القانون. وضمن حلقة جديدة من مسلسل العنف في العراق لقي عشرة أشخاص مصرعهم وأصيب عشرون آخرون ليلة الأحد إلى الاثنين اثر سقوط قذائف صاروخية بمنطقة العظيم الواقعة على بعد 60 كلم شمال مدينة عقوبة عاصمة محافظة ديالى. واستهدف الهجوم الذي نفذه مسلحون مجهولون مقر الإدارة المحلية ومقرات للشرطة غير أن القذائف الصاروخية وقعت على منازل قريبة من المكان المستهدف مما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. وقد تضاربت الأنباء بشأن حصيلة القتلى الذي خلفه الهجوم ففي الوقت الذي أكدت فيه مصادر أمنية عراقية مصرع 10 أشخاص وإصابة 20 آخرون قال عبد الجبار العبيدي مسؤول محلي بمدينة بعقوبة أن الهجوم خلف مصرع 15 شخصا و12 جريحا. ويأتي هذا الهجوم بعد التفجير الانتحاري الذي نفذته انتحارية أول أمس في قلب المدينة وخلف مصرع 16 شخصا واصابة اربعين آخرين. ويأتي النزلاق الامني في بعقوبة ضمن مؤشرات ميدانية على الصعوبات التي تواجهها الحكومة العراقية لاحتواء دوامة العنف التي تعصف بهذا البلد منذ احتلاله من قبل القوات الأمريكية في مارس 2003 . وتتزامن هذه الهجمات مع مواصلة الحكومة العراقية لعملياتها العسكرية التي بدأت في شنها منذ بداية العام الجاري في عدد من محافظات الجنوب بهدف تطهيرها من كل مظاهر التسلح والقضاء على من تصفهم بالجماعات الإجرامية في إشارة إلى الميليشيات المسلحة التابعة لجيش المهدي الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ومقاتلي تنظيم القاعدة المتمركزين في المحافظات الشمالية وفي مقدمتها محافظة ديالى. وفي هذا السياق أعلن أمس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن شن عملية عسكرية واسعة النطاق قريبا في محافظة ديالى شمال العاصمة بغداد للقضاء على عناصر تنظيم القاعدة وفرض القانون في هذه المحافظة السنية التي يعيش سكانها يوميا على وقع العمليات الانتحارية. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنه بعد نجاح القوات العراقية في فرض القانون في البصرة والموصل فان محافظة ديالى ستكون المحطة المقبلة لإنهاء ما بدأناه في الموصل. وأضاف المالكي الذي تعهد بالقضاء على كل مظاهر التسلح في الشوارع العراقية انه فخور اليوم بالقول ان حكومته وبالرغم من كل التحديات التي تواجهها أثبتت قدرتها على مواجهة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وأدلى المالكي بهذه التصريحات خلال زيارته أمس لمدينة العمارة الجنوبية بعد أيام من حملة أمنية قادتها القوات العراقية بالتعاون مع نظيرتها الامريكية والتي اعتبرتها ميليشيات جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنها استهدفتها دون وجه حق. وتمكنت القوات العراقية من فرض سيطرتها على العمارة ومحافظة ميسان المجاورة لها وضبطت أسلحة ثقيلة كما ألقت القبض على عدد من الأشخاص قالت أنهم مطلوبين لديها. ولكن إذا كانت القوات العراقية تمكنت من فرض سيطرتها الأمنية في مدينة العمارة حيث لم تواجه أية مقاومة من قبل عناصر جيش المهدي بأمر من مقتدى الصدر، فإن مهمة هذه القوات لن تكون سهلة في محافظة ديالى التي تصنفها القوات الأمريكية ضمن مثلث الموت السني وتشكل أكبر معقل لعناصر تنظيم القاعدة.